يومنا" (١). بيد أن خانير مع ذلك يقول: إن النفي كان ضرورة دينية وسياسية، وإن الوحدة الدينية، تغدو اليوم أسطع جوهرة للأمة الإسبانية.
ويعلق المؤرخ الاجتماعي بكاتوستي، في الفصل الذي عقده عن (بؤس إسبانيا العام) في كتابه: (عظمة إسبانيا وانحلالها) على نفي الموريسكيين، فيقول:(كان نفي الموريسكيين من أفدح المصائب التي نزلت بإسبانيا. أجل، لقد وجد أيام الملكين الكاثوليكيين بعض المتعصبين الذين كانوا يقترحون هذا النفي ويعملون له. ولكنهم وجدوا عقبة كأداء في معارضة الملكة إيزابيلا. وفي سنة (١٥٢٩ م) بذل أسقف إشبيلية جهوداً مضنية مضاعفة في هذا السبيل، وكذا طوال حكم فيليب الثاني كان هذا الموضوع يثار من وقت إلى آخر، ولكن أمكن فقط في عصر فيليب الثالث المحزن، أن يرتكب هذا الخطأ الفادح.
"والمسئولية الكبرى التي تقع على عاتق الملك، وعلى نصحائه وأسلافه تتلخص في أنهم لم يحملو مصالح الموريسكيين المادية، فيمهّدوا لتلك الطائفة العاملة سبل الحياة المستقرة الهادئة، ولم يكن لهم من القوة أو الكياسة أو الحزم ما يمكنهم من إخضاع هذه الطائفة المتمردة، التي عاشت في إسبانيا في أوقات، كانت فيها الأحقاد في أوج اضطرامها بين الغالبين والمغلوبين".
"وقد أثار الإسراف في فرض الضرائب وبخس الأعمال، والاضطهاد الديني، ومساوئ ديوان التحقيق، هذه الأرواح التي قابلت حكومة ضعيفة التدبير، حتى أنه أضحى من المحتوم أن يتخذ هذا الإجراء الشاذ المتطرّف".
"إن المؤرخين والساسة الذين دافعوا عن نفي الموريسكيين، بعضهم للدفاع عن أخطاء هذه المدرسة، وبعضهم لكي يشيد بالعمل الرائع، إنما يدافعون عن أمور سيئة، أو يرغبون في أن يضعوا السياسة والسلطة فوق رأس
(١) D. Florecio Janer: Condicion Sociad de Los Moriscos de Espana (Madrid ١٨٥٣) . P. ١٠٠-١٠١.