للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمة، وهم في تسويغ مثل هذا الإجراء، لم يراعوا إلاّ ضرورة الساعة. وإذا فرضنا جدلاً ضرورته للسياسة باسم السلام والسكينة العامة، وهي التي اتخذت لتسويغ كثير من الأخطاء، بل كثير من الجرائم، فإنا لا نستطيع أن ننسى أن هذا الموقف المحزن، قد خلقته أخطاء السلطة التي واجهت تلك المشكلة القاسية، ورأت أن تقصي الموريسكيين عن إسبانيا، لأنها شعرت أنها عاجزة عن إخماد ثوراتهم المستمرة".

"إن فقد هذه السواعد في الأعمال الزراعية، وفي كثير من الفنون والأعمال، والازدهار الذي كان الإسبان يضمرونه لهذه الطائفة ولنشاطها، والسرعة التي وقعت بها هذه الخسارة، وعدم تحوّط الحكومة، التي لم تحاول بأية وسيلة أن تعوض عن نشاطها، وزيادة الضرائب وغيرها من المغارم التي أضحى عبؤها يقع فقط على عاتق الشعب الإسباني، لكي يعوّض ذلك ما خسرته الدولة مما كان يؤديه الموريسكيون؛ هذه ربما كانت الأسباب السريعة للبؤس العام".

"ولقد قام بعض المؤرخين ببحوث مدهشة لتقدير عدد المنفيين، ونحن لا نجاريهم في ذلك، إذ يبدو لنا العدد أمراً لا أهمية له. وسواء كان المنفيون كثرة أو قلة، فقد كانوا هم الوحيدين الذين يعملون، وقد أحدث خروجهم من المملكة اضطراباً خطيراً".

"يمثل هذا العوامل، وصل البؤس الداخلي في المملكة إلى حدّ لا يمكن تصوّره، ولا تمكن مقارنته، هذا بينما كان البلاط يغرق في الحفلات الشائقة، وينسب إلى فيليب الرابع ما كان يمكن صدوره من فيليب الثاني أو شارل الخامس" (١).

ويرى العلامة مننديث بلايو ( MENENDEX PELAYO) ، وهو من أعظم المفكرين، والنقدة الإسبان المحدثين، أن نفي الموريسكيين كان نتيجة


(١) D. Felipe Picatost: Estudios Sobere la Granadez Y de cadencia de Espana (Madrid ١٨٨٧) . P. ١٠١-١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>