قال المؤلف رحمه الله تعالى: [فضل الزبير رضي الله عنه.
حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة: (من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزبير: أنا، فقال: من يأتينا بخبر القوم؟ قال الزبير: أنا، ثلاثاً.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكل نبي حواري وإن حواري الزبير)].
هذا الحديث رواه الشيخان: البخاري ومسلم رحمهما الله، وفيه: بيان فضل الزبير رضي الله عنه، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذا الحديث فيه بيان فضله رضي الله عنه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:(لكل نبي حواري وإن حواريَّ الزبير)، والحواري: هو الناصر والمحب، فحواري عيسى ابن مريم عليه السلام أصحابه، فقوله:(لكل نبي حواري) يعني: صاحب وناصر، (وإن حواري الزبير) وذلك لأن الزبير رضي الله عنه كان شجاعاً مقداماً، قوله:(من يأتيني بخبر القوم؟ فسكت الناس، فقال الزبير: أنا، فقال: من يأتيني بخبر القوم؟ فسكت الناس، فقال الزبير: أنا ثلاث مرات)، هذا يدل على الشجاعة، فهو لا يبالي أن يدخل في العدو ويأتي بخبره، وهذا فيه خطورة وفيه مخاطرة، وليس كل أحد يقدم على هذا، بأن يدخل على اليهود ويأتي بخبرهم.