قال المؤلف رحمه الله تعالى: [حدثنا هشام بن عمار ومحمد بن الصباح قالا: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم قال: حدثني أبي عن عبيد الله بن مقسم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: يأخذ الجبار سماواته وأرضه بيده -وقبض بيده، فجعل يقبضها ويبسطها- ثم يقول: أنا الجبار أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ قال: ويتميل رسول صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن يساره حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه، حتى إني أقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟)].
يعني: من شدة تحركه وتميله، وفيه إثبات اسم الجبار لله عز وجل، وهذا من الأسماء الخاصة به سبحانه وتعالى، وهو من الأسماء الغير مشتركة، ولا يجوز لأحد أن يسمي نفسه الجبار، لكن قد يوصف بعض المخلوقين بأنه جبار، أما أن يسمى شخص الجبار فهذا لا ينبغي؛ لأن هذا من الأسماء الخاصة بالله تعالى، بخلاف العزيز والسميع والبصير؛ فإنه يوصف بها المخلوق؛ لأن أسماء الله نوعان: قسم خاص لا يسمى به غيره مثل: الله والرحمن، وخالق الخلق، ومالك الملك، والمعطي المانع، والنافع الضار، ورب العالمين، فهذه لا يسمى بها إلا هو سبحانه، أما السميع والبصير والحي وما أشبه ذلك فيوصف بها المخلوق، كما في قوله تعالى:{قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ}[يوسف:٥١] والملك من الأسماء المشتركة، أما الجبار المعرف بأل فهو من الأسماء الخاصة به سبحانه، وقد يوصف بعض المخلوقين بأنه جبار من باب الذم، كما في قول الله تعالى:{عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}[غافر:٣٥]، وقوله صلى الله عليه وسلم:(أين الجبارون؟ أين المتكبرون).
والنور من أسمائه ومن صفاته سبحانه وتعالى، هكذا ورد، وبين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله وغيرهم أن من أسمائه النور ومن صفاته النور.
والنور الذي هو صفة لله غير النور المخلوق، فالنور المخلوق كنور الشمس والقمر، والنور الذي هو صفة من صفاته هذا ليس مخلوقاً.
وأما القول بأن صفات الله لها نهاية والاستدل على ذلك بقوله:(ما انتهى إليه بصره من خلقه)، فدل على أن البصر له نهاية، فهذا كلام باطل.
وصفة القبض والبسط ثابتتان لله، وهما من صفاته الفعلية، وصفة الأصابع سيأتي ذكرها.