قال المؤلف رحمه الله تعالى: [فضل جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: (ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي، ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري وقال: اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً)].
رواه الشيخان في فضل جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، وفيه حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، ومراعاته لأحوال الصحابة، فإن جرير بن عبد الله كان سيداً، والنبي صلى الله عليه وسلم ما حجبه، يعني: كان يستأذن عليه فيأذن له، فما حجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلم، ولا رآه إلا تبسم في وجهه، وشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يقف على الخيل، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم في صدره وقال:(اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً).
فجعل يرتفع على الخيل، وهذا فيه علم من أعلام النبوة، وهذا من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
وجرير رضي الله عنه هو الذي أحرق صنم ذي الخلصة، وهو صنم كانت تعبده دوس، وهو الذي بايعه النبي صلى الله عليه وسلم على الشهادتين، قال:(بايعني الرسول صلى الله عليه وسلم على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم)، وقد اعتنى بهذه البيعة، فلما مات المغيرة بن شعبة وكان أمير الكوفة خطب الناس ونصحهم ووعظهم، فقال لهم:(اثبتوا حتى يأتيكم أمير)، ويعتبر هذا من النصيحة التي بايعه عليها النبي صلى الله عليه وسلم.