[شرح حديث أبي هريرة:(جاء مشركو قريش يخاصمون النبي في القدر)]
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان الثوري عن زياد بن إسماعيل المخزومي عن محمد بن عباد بن جعفر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء مشركو قريش يخاصمون النبي صلى الله عليه وسلم في القدر، فنزلت هذه الآية:{يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر:٤٨ - ٤٩]].
قال بعضهم: إسناده ضعيف؛ زياد بن إسماعيل المخزومي، وإن أخرج له مسلم فهو ضعيف، وإنما يخرج له في المتابعات، فقد ضعفه يحيى بن معين، ويعقوب بن سفيان، وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه، يعني ولا يحتج به، وقال النسائي وحده: لا بأس به.
وهذا قد أخرجه مسلم والترمذي، وصححه الألباني.
ولا شك أن في هذه الآية الكريمة إثبات للقدر، وأن الله خلق وقدر كل شيء، قال تعالى:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر:٤٩]، فلما جاء كفار قريش يخاصمون النبي صلى الله عليه وسلم نزّل الله هذه الآية:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر:٤٩]، فكانت حجة عليهم.
وزياد وإن كان ضعيفاً لكن قد أخرج له مسلم وكذلك البخاري، وإنما يختاران من أحاديث من تكلم فيهم من ثبتت روايته عنه وصح سماعه منه، فالشيخان ينتقيان.
وأما قولهم: هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، أو رجاله رجال مسلم، فلا يدل على صحة السند؛ لأن مسلم ينتقي وغيره لا ينتقي، فما كل أحد مثل الإمام مسلم، وما كل أحد عنده القدرة والنقل، وهم ليسوا في منزلة البخاري ومسلم حتى ينتقون من أخبار من تكلم فيه؟!!