قال المصنف رحمه الله تعالى:[حدثنا أبو عثمان البخاري سعيد بن سعد حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا إسماعيل -يعني: ابن عياش - عن عبد الوهاب بن مجاهد عن مجاهد عن ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم قالا: الإيمان يزيد وينقص].
هذا الحديث موقوف على أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما، وكذلك الحديث الذي بعده موقوف على أبي الدرداء، جعل في المطبوع من ضمن سنن ابن ماجة، وهي من زيادات أبي الحسن بن القطان راوي السنن عن ابن ماجة، وهو وهم قديم.
فالحديث لا يصح مرفوعاً، والمرجئة أيضاً يستدلون بحديث:(الإيمان مكمل في القلب، لا يزيد ولا ينقص)، فهذا وضعه بعض جهلة أهل السنة، وذاك وضعه بعض المرجئة بمقابل هذا، قال: الألباني عن الحديث: ضعيف جداً، وقد روي مرفوعاً ولا يصح.
قال المصنف رحمه الله تعالى:[حدثنا أبو عثمان البخاري حدثنا الهيثم حدثنا إسماعيل عن جرير بن عثمان عن الحارث أظنه عن مجاهد عن أبي الدرداء قال: الإيمان يزداد وينقص].
وهذا الإسناد باطل، لما فيه من انقطاع في قوله: أظنه عن كذا، على أن قول أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ويقولون: الإيمان قول باللسان، وعمل بالجوارح، واعتقاد بالقلب، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
أما ما ورد في الآثار المتقدمة وإن صحت من قول الصحابة، إلا أن السند هنا عن مجاهد منقطع، كما أن بدعة الإرجاء لم تظهر إلا بعد الصحابة أو في أواخر عهد الصحابة، فما كان عند الصحابة من يتكلم بالإرجاء، والمرجئة هم الذين يقولون: الأعمال لا تدخل في مسمى الإيمان.