[شرح حديث: (ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر)]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [فضل أبي ذر رضي الله عنه.
حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن نمير قال: حدثنا الأعمش عن عثمان بن عمير عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر)].
في هذا الحديث عثمان بن عمير وهو ضعيف، تكلموا فيه، فالحديث ضعيف من أجله، لكن الحديث له شواهد، فهو حسن، ولهذا اعتمده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
الغبراء هي: الأرض، والخضراء هي: السماء.
والحديث له شواهد كما ذكرنا، قال المحقق: إسناده ضعيف، فـ عثمان بن عمير ويقال: ابن قيس البجلي أبو اليقظان الكوفي ضعيف، ضعفه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث، كان شعبة لا يرضاه، وقال ابن عدي: رديء المذهب، غال في التشيع، يؤمن بالرجعة.
نسأل الله العافية، والرجعة معناها: أن علياً يرجع، وهذا معناه أنه رافضي.
لكن الحديث له شواهد، وقد اعتمده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
والحديث أخرجه الترمذي أيضاً وقال: حسن غريب من هذا الوجه، وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
قال المحقق: وليس في هذه الطرق المتقدمة ما يصح إسناده، فالحديث ضعيف، ولا بأس من الاعتبار به في الفضائل.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [وفي الباب عن أبي الدرداء وابن أبي شيبة والبزار والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن بلال بن أبي الدرداء عنه، وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، ولكن أخرجه أحمد من طريق شهر بن حوشب عن عبد الله بن غنم عنه، وشهر ضعيف، يعتبر به في الشواهد والمتابعات.
وهذه كلها شواهد تشهد له، ولعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اعتمد هذا الحديث من أجل هذه الشواهد.