قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا عفان حدثنا شعبة عن الأعمش ح وحدثنا هشام بن عمار حدثنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)].
هذا الحديث أخرجه الشيخان، وفيه التحذير من سب المسلم وقتاله، فقوله:(سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) يدل على أن القتال بين المسلمين من الأعمال الكفرية، لكنه كفر أصغر، مثل قوله عليه الصلاة والسلام:(اثنتان في الناس هما بهم كفر، الطعن في النسب، والنياحة على الميت)، وقوله:(لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض).
ويدل أيضاً على أن السباب من الفسق، وفيه تحذير من سباب المسلمين.
والشاهد من هذا الحديث في باب الإيمان: أن سباب المسلم وقتاله يضعف الإيمان وينقصه، على أن الفاسق ابتداء ناقص الإيمان، وكذلك المتقاتلون فيما بينهم من المسلمين لا يعملون ذلك إلا بسبب ما حل بهم من نقص في الإيمان، وضعف فيه.