[شرح حديث:(لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا)]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [فضل سعد بن معاذ رضي الله عنه: حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم سرقة من حرير، فجعل القوم يتداولونها بينهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من هذا؟ فقالوا له: نعم يا رسول الله! قال: والذي نفسي بيده! لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا)].
هذا الحديث رواه الشيخان: البخاري ومسلم رحمة الله عليهما، وهو حديث فيه بيان فضيلة سعد بن معاذ رضي الله عنه.
قوله:(أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم سرقة) يعني: قطعة من قماش من حرير، قال:(فجعل الصحابة يتداولونها -ويعجبون من لينها- فقال: أتعجبون من هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذه) والمناديل يمسح بها العرق فمناديله التي يمسح بها العرق في الجنة خير من هذه السرقة التي من الحرير.
وفيه الشهادة له رضي الله عنه وأرضاه بالجنة، وهو الذي اهتز له عرش الرحمن، وهو الذي حكم في بني قريظة: بأن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم ونساؤهم، وهو سيد الأوس رضي الله عنه وأرضاه.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اهتز عرش الله عز وجل لموت سعد بن معاذ)].
وهذا رواه الشيخان وفيه فضل سعد بن معاذ، وقوله:(وعرش الرحمن اهتز طرباً وفرحاً)، فيه نظر، وبعضهم قال:(اهتز حزناً) والحزن أقرب من الفرح، يعني: لمكانته وعظم شأنه عند الله عز وجل اهتز عرش الرحمن لموته رضي الله عنه وأرضاه.
وسعد بن معاذ شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة من غير العشرة، وكذا بلال شهد له بالجنة وهو من غير العشرة، كما قال (سمعت خشخشة نعليك في الجنة)، وعبد الله بن عمر كذلك مشهود له بالجنة، وكذلك عكاشة بن محصن، وغيرهم من الصحابة كثير.
والعشرة لهم ميزة خاصة حيث شهد لهم بأعيانهم، وسردوا في حديث واحد، أما غيرهم فذكروا في أحاديث وأوقات أخرى.