للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شرح حديث علي في الخوارج]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [باب: في ذكر الخوارج.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال، وذكر الخوارج.

فقال: (فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدون اليد.

ولولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم)، قلت: أنت سمعته من محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي ورب الكعبة! ثلاث مرات].

هذا فيه ذم الخوارج، والخوارج هم الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه في خلافته، وأنكروا عليه وقاتلوه، فقاتلهم رضي الله عنه وقتلهم، وهم عباد، أي: عندهم عبادة عظيمة، لكن لهم رأي فاسد، يكفرون المسلمين بالمعاصي.

وسبب خروجهم هو أنهم حصلت لهم هذه الشبهة، وصاروا يكفرون المسلمين بالمعاصي، فمن ارتكب الكبيرة كفر عندهم، فالزاني يكفرونه، وكذا السارق وشارب الخمر ونحوهم، فأنكر عليهم الصحابة، وأنكر عليهم علي رضي الله عنه وقاتلهم حتى قتلهم، وحصل بينه وبينهم معارك.

والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن آيتهم: هذا الرجل مخدج اليد أو مثدون اليد يعني: ناقص اليد، أي: إحدى يديه ليس في طرفها سوى لحمة فيها شعيرات، ولما حصل بين علي رضي الله عنه وبينهم قتال فتشوا في القتلى حتى وجدوه، فكبر علي رضي الله عنه.

والخوارج جاءت فيهم أحاديث صحيحة متواترة، وهم عباد، لكن عندهم هذه العقيدة الفاسدة، وهي أنهم يكفرون المسلمين بالمعاصي، ويحملون الآية التي في الكفرة على عصاة المسلمين.

قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم، وصيامه عند صيامهم) فهم يصلون الليل ويتأوهون ويبكون، ويصومون النهار، وهم شجعان في القتال، فلا أحد يقف أمامهم، لكن عندهم العقيدة الخبيثة، يقول فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية).

يقول علي رضي الله: (لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله من قتلهم) يعني: من الأجر والثواب الذي يكون لمن قتلهم.

ومن العلماء من قال في الخوارج: إنهم كفار، وسيأتي ذكر الأحاديث في الخوارج والحكم فيهم، ومن كفرهم معناه: أنه لا يصلى خلفهم، ومن لم يكفرهم قال: إن الصلاة خلفهم صحيحة، والإباضية طائفة من الخوارج، والخوارج هم ما يقارب من اثنتين وعشرين فرقة، وكذلك الشيعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>