[شرح حديث:(يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه)]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [حدثنا حرملة بن يحيى ويونس بن عبد الأعلى قالا: حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقبض الله الأرض يوم القيامة، ويطوى السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟)].
الحديث أخرجه الشيخان وفيه إثبات صفة القبض لله، وأن الله يقبض ويطوي، وهي من الصفات الفعلية، وفيه إثبات اسم الملك لله، قال تعالى:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}[الزمر:٦٧].
وفيه إثبات عظمة الرب عز وجل، وأن هذه المخلوقات العظيمة لا تساوي شيئاً بالنسبة لعظمة الله، وجاء في الحديث الآخر:(أن الله تعالى يجعل السماوات يوم القيامة على أصبع، والأرضين على أصبع، والماء والثرى على أصبع، والجبال على أصبع، وسائر خلقه على أصبع، ثم يهزهن بيده، ويقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟).
وفي الحديث الآخر:(ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم)، والخردلة هي الحبة الصغيرة.
فالناس يحشرون يوم القيامة ويحاسبون على أرض مبدلة، بيضاء كالفضة لم يسفك فيها دم ولم يعمل فيها خطيئة، فنفس هذه الأرض تتبدل وتتغير صفاتها، قال تعالى:{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ}[إبراهيم:٤٨]، فتمد كما يمد الأديم، ويزال ما عليها من الجبال والأشجار، فهذا هو تبديلها وتغييرها.