قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا الحسن بن حماد سجادة حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن محمد بن سعيد بن حسان عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم حدثنا معاذ بن جبل قال: (لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال: لا تقضين ولا تفصلن إلا بما تعلم، وإن أشكل عليك أمر فقف حتى تبينه أو تكتب إلي فيه)].
هذا الحديث ضعيف، وقال له في الحديث الآخر:(بم تحكم؟ قال: بكتاب الله.
قال: فإن لم تجد؟ قال: فبسنة رسول الله.
قال: فإن لم تجد؟ قال: اجتهد رأيي ولا آلو، فضرب على صدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله للحق)، فالسند ضعيف، ومحمد بن سعيد هو المصلوب اتهم بوضع الحديث، ومتن الحديث شاذ، وابن ماجة رحمه الله تساهل في الأحاديث الضعيفة، والأحاديث التي ينفرد بها ابن ماجة عن الكتب الخمسة في الغالب تكون ضعيفة، والحسن بن حماد سجادة يتهمه أحمد بن حنبل والنسائي بالوضع، وإذا كان يتهم بالوضع فالحديث موضوع، وإذا كان متهماً بالكذب فيكون الحديث ضعيفاً جداً.
والحديث الثابت في الصحيحين هو: أن النبي بعث معاذاً إلى اليمن وقال له: (إنك تأتي قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه كتاب الله).