قال المؤلف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، حدثنا أبو عاصم العباداني، حدثنا الفضل الرقاشي عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور، فرفعوا رءوسهم، فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة، قال: وذلك قول الله: {سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}[يس:٥٨].
قال: فينظر إليهم وينظرون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه، حتى يحتجب عنهم ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم)].
هذا الحديث الذي أخرجه ابن ماجه رحمه الله ضعيف؛ لأن العباداني هذا ضعيف متهم، والفضل الرقاشي أيضاً ضعيف، لكن الحديث له شواهد، وما دل عليه الحديث كله ثابت، فالحديث فيه إثبات ثلاث صفات من صفات الله، وهي: صفة العلو، وأن الله فوق، ويرونه من فوق، وفيه إثبات صفة الكلام، وأن الله يكلم المؤمنين في الجنة، وإثبات صفة الرؤية، وأن المؤمنين يرون الله.
فهذه الثلاث الصفات هي من العلامات الفارقة بين أهل السنة وأهل البدع، فمن أثبتها فهو من أهل السنة، ومن نفاها فهو من أهل البدع.
فالحديث وإن كان ضعيفاً لكن له شواهد، وهذه الصفات كلها ثابتة، قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، لضعف الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشي، وفيه أبو عاصم العباداني لين الحديث، قال الكعبي: ليس بحجه.
وقال في الزوائد: إسناده ضعيف؛ باتفاقهم على ضعف الرقاشي، وقال السيوطي: أورده ابن الجوزي في موضوعاته، وقال: الفضل الرقاشي رجل سوء، ورواه عنه أبو عاصم، ولا يتابع عليه، كذا ذكره عن العقيلي.
قال السيوطي رحمه الله في مصباح الزجاجة: والذي رأيته أنا في كتاب العقيلي ما نصه: أبو عاصم منكر الحديث، والعقيلي يروي له القدر؛ لأنه كاد أن يغلب على حديثه الوهم.
وهذا لا يقتضي الحكم بالوضع، وله طريق آخر من حديث أبي هريرة، ذكره في اللآلئ.