[الجمع بين قوله:(لا عدوى ولا طيرة) وقوله: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)]
وللعلماء في ذلك أقوال، فأصحها وأحسنها هو أن قوله:(لا عدوى)، أي: لا عدوى على الوجه الذي يعتقده أهل الجاهلية من أن العدوى تنتقل بنفسها وبذاتها من دون إرادة الله، وقوله:(فر من المجذوم فرارك من الأسد)، وقوله:(لا يورد ممرض على مصح)، وقوله:(إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها) محمول على اجتناب الأسباب التي قد تكون سبباً للمرض، والإنسان مأمور ابتداء باجتناب الأسباب التي قد تضره، وذلك لأنها قد تكون سبباً لانتقال العدوى، لكن قد تنتقل وقد لا تنتقل، فالسبب وحده لا يكون مؤثراً في ذاته، بل لا بد من أسباب معاونة، كما قد تحول دون تأثير الأسباب موانع، فإذا وجدت الأسباب الأخرى المعينة لهذا السبب وانتفت الموانع حصل، وإلا فلا يحصل.
قال ابن حجر رحمه الله تعالى: يحيى بن أبي حية بمهملة وتحتانية الكلبي أبو جناب بجيم ونون خفيفتين وآخره موحدة مشهور بها، ضعفوه لكثرة تدليسه، من السادسة مات سنة خمسين أو قبلها.
قال ابن سعد: كان ضعيفاً في الحديث، وقال ابن حنبل: لم يكن به بأس إلا أنه كان يدلس، وقال ابن معين: لم يكن به بأس إلا أنه كان مدلس، وقال أبو داود: لم يكن به بأس إلا أنه كان مدلس، وقال الدارمي: ضعيف، وقال ابن جريج: ضعيف، قال العجلي: كوفي ضعيف الحديث، يكتب حديثه، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال الجرجاني: يضعف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحاكم: ليس بقوي عندهم، وقال ابن حبان: هذا يدلس عن الثقات ما سمع عن الضعفاء، فتلك المناكير التي يرويها عن المشاهير.