[شرح أثر ابن مسعود فيما يجب على أهل العلم من صيانة علمهم]
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا علي بن محمد والحسين بن عبد الرحمن قالا: حدثنا عبد الله بن نمير عن معاوية النصري عن نهشل عن الضحاك عن الأسود بن يزيد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسادوا به أهل زمانهم، ولكنهم بذلوه لأهل الدنيا لينالوا به من دنياهم، فهانوا عليهم، سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول:(من جعل الهموم هماً واحداً هم آخرته كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك).
قال أبو الحسن: حدثنا حازم بن يحيى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا: حدثنا ابن نمير عن معاوية النصري -وكان ثقة- ثم ذكر الحديث نحوه بإسناده].
وهذا الحديث ضعيف من أجل نهشل ولكن المتن فيه نصيحة.
قال البوصيري:(هذا إسناد ضعيف فيه نهشل بن مسعد، وقال البخاري في التاريخ الصغير: روى عن معاوية المصري أحاديث مناكير، وقال الحاكم في تهذيب الكمال: روى عن الضحاك المعضلات، وقال أبو سعيد النقاش: روى عن الضحاك الموضوعات.
ولكن متنه لا بأس به من جهة أنه ينبغي لأهل العلم أن يصونوا علمهم عن الدنيا وأغراضها.
وإذا فعل هذا العلماء فمعناه أنهم لم يعملوا بعلمهم ولم يصونوا العلم، فينبغي أن يصان العلم عن الدنيا وأهل الدنيا، وإذا بذله العالم لأجل الدنيا دخل في الوعيد الشديد الوارد في الأحاديث السابقة لمن تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله ليصيب به عرضاً من الدنيا.
ومن بذل العلم لأهل الدنيا لابد أن يهون عليهم ويحتقرونه ويهون على الله.
أما هذا الحديث فيشهد له الحديث الآخر: (من كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، ومن كانت الآخرة همه كفاه الله ما أهم من أمر دينه ودنياه)، فالمتن له شاهد، وكلام ابن مسعود أيضاً له شاهد، لكن السند ضعيف.
قال المصنف رحمه الله تعالى:[قال أبو الحسن: حدثنا خازم بن يحيى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا: حدثنا ابن نمير عن معاوية النصري -وكان ثقة- ثم ذكر الحديث نحوه بإسناده].