[شرح حديث:(يا أبا ذر! لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة)]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [حدثنا العباس بن عبد الله الواسطي قال: حدثنا عبد الله بن غالب العباداني عن عبد الله بن زياد البحراني عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا ذر! لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة، ولأن تغدو فتعلم باباً من العلم عمل به أو لم يعمل خير من أن تصلي ألف ركعة)].
وهذا ضعيف؛ لأن علي بن زيد بن جدعان ضعيف عند الجمهور، وكذلك عبد الله بن زياد أيضاً ضعيف، فالحديث ضعيف بهذا السند، لكن المعنى صحيح، فتعلم العلم أفضل من العبادة ومن كون الإنسان يتعبد، ولهذا قال العلماء: إن تعلم العلم أفضل من نوافل العبادة، يعني: كون الإنسان يتعلم العلم أفضل من كونه يصلي في الليل أو يصلي الضحى أو يصوم إذا كان له الصوم، فصوم النفل إذا كان يعيقه عن طلب العلم فطلب العلم مقدم؛ لأن نفع العلم يتعدى، فإذا تعلم الإنسان باباً من العلم فهو أفضل له من أن يصلي ألف ركعة.
فتعلم العلم مقدم على العبادة القاصرة التي هي النوافل.
قال المنذري: إسناده حسن، لكن في الزوائد ضعفه لضعف عبد الله بن زياد وعلي بن زيد بن جدعان، وقال: وله شاهدان أخرجهما الترمذي.
فهو ضعيف لكن بعضهم قال: إن الترمذي يتساهل في علي بن زيد بن جدعان فيحسن له، وكذلك الشيخ أحمد شاكر يتساهل في التصحيح فيحسن له، فالحديث الذي في سنده عبد الله بن زيد يقول: حسن، وعند الجمهور ضعيف.
وقوله:(لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة)، هنا قارن بين العلم وبين مائة ركعة، فتعلم العلم هذا نفعه متعدي.
وقوله:(ولأن تغدو فتعلم باباً من العلم عمل به أو لم يعمل به خير من أن تصلي ألف ركعة).
فقارن بين العلم والعبادة في موضعين: الأول قارن بين تعلم آية وبين الصلاة، والثاني تعلم باباً من العلم وبينه وبين الصلاة أيضاً، فتعلم باباً من العلم أو آية من القرآن هذا العلم، والصلاة سواء مائة ركعة أو ألف ركعة عبادة قاصرة.