[شرح حديث:(لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلى الدعاء)]
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها)].
قال البويصري: سألت شيخنا أبا الفضل العراقي عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن.
والحديث إسناده ضعيف، وما قاله البوصيري عن العراقي فإنما قصد حكم متنه لا حكم إسناده كما سيأتي بيانه.
قوله:(لا يزيد العمر إلا البر)، ثبت بمعناه زيادة العمر بسبب صلة الرحم.
فقد ورد في الصحيح أن صلة الرحم سبب في طول العمر؛ وذلك لأن الله قدر السبب والمسبب في اللوح المحفوظ، فجعل صلة الرحم سبباً في زيادة العمر.
وقوله:(ولا يرد القدر إلا الدعاء)، فإن الدعاء من القدر، وقوله:(وإن الرجل ليحرم الرزق) في مسند الإمام أحمد: (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).
وعبد الله بن أبي الجعد لم يوثقه سوى ابن حبان، وقال ابن القطان: مجهول الحال، وقال الذهبي في الميزان: وعبد الله هذا وإن كان قد وثق ففيه جهالة.
وقال في التقريب: عبد الله بن أبي الجعد الأشجعي مقبول من الرابعة.
ومعنى مقبول أي: يحتاج إلى متابعة، ومن الشواهد على أن الدعاء يرد القدر ما جاء في الحديث الآخر:(إن القدر والدعاء يعتلجان فأيهما كان أقوى غلب صاحبه).