[شرح حديث قول رسول الله للحسن: (اللهم إني أحبه)]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [فضل الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب رضي الله عنه: حدثنا أحمد بن عبدة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال للحسن: (اللهم إني أحبه، فأحبه وأحب من يحبه، قال: وضمه إلى صدره)].
وهذا الحديث ثابت، أخرجه الشيخان، وفيه فضل الحسن رضي الله عنه، وهو من أهل البيت، ومن سادات شباب أهل الجنة.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن داود بن أبي عوف أبي الجحاف -وكان مرضياً- عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني)].
وهذا فيه أبو الجحاف وهو متكلم فيه.
قال المحقق: قال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
ورواه النسائي في المناقب عن عمرو بن منصور عن أبي نعيم عن سفيان به.
قال: وحسن العلامة الألباني رحمه الله إسناده في صحيح سنن ابن ماجة.
قال في التقريب: داود بن أبي عوف سويد التميمي البرجمي بضم الموحدة والجيم مولاهم أبو الجحاف بالجيم وتشديد المهملة، مشهور بكنيته، وهو صدوق شيعي ربما أخطأ.
قوله: ربما أخطأ، يعني: قليل، فيكون حسن الحديث، وكونه يتشيع تشيعه قليل.
ولا شك أن محبة الحسن والحسين من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أبغضهما لابد أن يكون في قلبه مرض.
قال المحقق: وأخرجه أحمد من طريق سفيان عن سالم بن أبي حفصة، وسالم من غلاة الشيعة أيضاً، وإن قال ابن حجر في التقريب: صدوق في الحديث، فإنه على ما حققناه في تعقباتنا عليه ضعيف.
فهذا الضعيف يمكن أن يكون شاهداً، والعمدة ليست عليه بل العمدة على الحديث، والحديث حسن، والمعنى صحيح: فمن أحب الحسن والحسين فلا شك أن هذا من محبة أهل البيت، وأن هذا من الدين والإيمان.