حدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله قالا: حدثنا وكيع عن شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله) قال شعبة: قلت لـ عدي: أسمعته من البراء بن عازب؟ قال: إياي حدث].
وهذا الحديث لا بأس به، وفيه فضل الأنصار، وأن من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله؛ وذلك لأن الأنصار ناصروا الله ورسوله والمؤمنين، وآووا المهاجرين، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله، ولهذا بوب البخاري رحمه الله باب: حب الأنصار علامة الإيمان، وبغض الأنصار علامة النفاق، فالذي يبغض أنصار الله وأنصار دين الله هذا دليل على نفاقه، وعلى مرض في قلبه، ومن أحبهم فهذا دليل على إيمانه.
والحديث فيه إثبات المحبة لله عز وجل على ما يليق بجلالته وعظمته، خلافاً لمن أنكر المحبة من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، والأشاعرة يفسرونها بالإرادة.
والمراد بالأنصار: الأوس والخزرج الذين ناصروا النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك كل من ناصر دين الله في كل زمان، فحبهم دليل على الإيمان، وبغضهم دليل على النفاق؛ لأن من أبغض أنصار الله وأنصار دين الله فإن ذلك يدل على مرض في قلبه، ومن حبهم فإن ذلك يدل على إيمانه.