شرح حديث:(إن أناساً يتفقهون في الدين ويأتون الأمراء ليصيبوا من دنياهم)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن الصباح أنبأنا الوليد بن مسلم عن يحيى بن عبد الرحمن الكندي عن عبيد الله بن أبي بردة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أناساً من أمتي سيتفقهون في الدين، ويقرءون القرآن، ويقولون: نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم، ونعتزلهم بديننا، ولا يكون ذلك، كما لا يجتنى من القتاد إلا الشوك، كذلك لا يجتنى من قربهم إلا) قال محمد بن الصباح: كأنه يعني، الخطايا].
الإتيان إلى الأمراء ينبغي أن يكون لمصلحة الدين، لنصحهم وإبلاغهم ما يحصل من الناس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:(الدين النصحية، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)، وأئمة المسلمين هم الأمراء، فإذا أتاهم لأجل النصيحة والبلاغ والبيان فهذا طيب، أما إذا جاء الأمراء من أجل المداهنة، ولكي يحصل على شيء من رزقهم وعطائهم فهذا هو المذموم.
وهذا الحديث إسناده ضعيف؛ لأن عبيد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني مجهول، وإن كان الحافظ ابن حجر قال: إنه مقبول، لكن يحيى بن عبد الرحمن الكندي تفرد بالرواية عنه، ولم يوثقه أحد، وحكم بجهالته الذهبي والبوصيري.
وفيه أيضاً الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعن.
والمقصود أن الأمراء يزارون للبلاغ والنصيحة والبيان، وإذا كانت الزيارة للسلام فينبغي أن تكون معها نصيحة وبيان وإبلاغ وإظهار للشفقة والنصح.