[قوله:(العمل فيما جف به القلم وكل ميسر لما خلق له)]
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف قال: حدثنا الأعمش عن مجاهد عن سراقة بن جعشم بن عمرو قال: (قلت: يا رسول الله! العمل فيما جف به القلم وجرت به المقادير، أم في أمر مستقبل؟ قال صلى الله عليه وسلم: بل فيما جف القلم وجرت به المقادير، وكل ميسر لما خلق له)].
هذا الحديث معناه صحيح، وإن كان مجاهد لم يسمع من سراقة، لكن الحديث ثابت من غير هذه الطريق، وفيه أن الناس يعملون في شيء قد فرغ منه، إذ أن كل شيء كتبه الله، قال تعالى:{وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}[يس:١٢] أي: كل شيء مكتوب، وفي الحديث الآخر قال عليه الصلاة والسلام:(اعملوا فكل ميسر لما خلق له)، وقرأ قوله سبحانه:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}[الليل:٥ - ١٠].
قال البوصيري: هذا إسناده فيه مقال، فإن مجاهد لم يسمع من سراقة، فالإسناد منقطع، وعطاء بن مسلم مختلف فيه.
قال الكندي: والمتن قد ذكره أبو داود من رواية ابن عمر.