قال المؤلف رحمه الله تعالى: [حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن عمه أبي رزين رضي الله عنه قال: قلت: (يا رسول الله! أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عماء، ما تحته هواء، وما فوقه هواء، وما ثم خلق، عرشه على الماء)].
ذكر في الشرح: وما ثم خلق إلى آخره، هكذا في نسخ ابن ماجه معتمداً، والظاهر أن قوله (وما) تأكيداً للنفي السابق، ويحتمل أن يكون (ثم) بفتح المثلثة اسم إشارة للمكان.
ويحتمل أن يكون:(وما فوقه هواء وما).
قوله:(وما ثم خلق) إذا كان بالنفي فالعماء خلق، وهو السحاب الرقيق، والهواء خلق إلا إذا أريد به الفضاء، وهذا الحديث في سنده وكيع بن عدس أو حدس وهو مقبول، ولكن له شواهد.
قوله:(كان في عماء)(في) ظرفية مثل: في السماء، يعني: فوق السحاب، وهذا السحاب ما فوقه هواء وما تحته هواء، و (ما) موصولية بمعنى الذي، والسدي ذكر بأن (ما) نافية، ويقول: المعنى ما فوقه هواء، وما تحته هواء، وليس فوقه هواء وهذا غلط، بل هي موصولية، بمعنى: كان في عماء - هواء - والذي تحته هواء، فهو كان فوق السحاب كما هو الآن فوق العرش بعد خلقه، ولا يحتاج سبحانه وتعالى إلى العرش ولا إلى السحاب.
قوله: [(ثم خلق عرشه على الماء)].
وهذا هو الأقرب، أي: كان فوقه هواء وماء، ثم خلق عرشه على الماء.
لأنه يسأل يقول: أين كان ربنا؟ يعني: قبل خلق السماوات والأرض، أو قبل أن يخلق الخلق؟ قوله: [قال: قلت: (يا رسول الله! أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه)].
يعني: قبل أن يخلق الخلق جميعاً، والعرش من خلقه، قال: كان في عماء فوقه هواء، والذي تحته هواء، ثم خلق العرش على الماء، والحديث فيه ضعف.