[شرح حديث: (الإيمان معرفة بالقلب)]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [حدثنا سهل بن أبي سهل ومحمد بن إسماعيل قالا: حدثنا عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإيمان معرفة بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالأركان)، قال أبو الصلت: لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ].
هذا الحديث ضعيف، وقال بعضهم: إنه موضوع، فإن أبا الصلت هذا ليس بشيء، وهو أحد الروافض الضعفاء الكذابين، قال الدارقطني بعد أن ساق هذا الحديث: وهو متهم بوضعه، لم يحدث به إلا من سرقه منه، فالحديث باطل.
وقوله: لو قرئ على مجنون لبرئ، يعني: أنهم سلسلة كلهم من آل البيت.
وهذا الحديث ليس ذكراً ولا دعاءً حتى يقرأ على المجنون، ولكن هذا من كلام أبي الصلت.
والحديث معروف في كتب الموضوعات ذكره ابن الجوزي وغيره، فمن العجب كيف يكتب ابن ماجة رحمه الله مثل هذا الحديث وأمثاله! وقوله: الإيمان قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح، ليس بحديث، وإنما هو قول لأهل السنة.
قال في الهامش: [قوله أبي الصلت هذا مبالغة لا مسوغ لها، وأبو الصلت رافضي ضعيف خبيث].
وهذا لأنه شيعي رافضي، يقول بالأئمة الاثني عشرية: وقوله: لو قرأ على مجنون لبرئ، من الغلو فيهم.
قوله: وأبو الصلت وثقه ابن معين، وقال: ليس ممن يكذب، وقال في الميزان: رجل صالح إلا أنه شيعي، وتابعه علي بن الأعرابي، وقد أخرج له النسائي وابن ماجة، وقال الخطيب: كان غالياً في التشيع، والشيعة يتميزون بالكذب، قال شيخ الإسلام: أكذب الطوائف الشيعة.
وقد تساهل المؤلف رحمه الله في روايته عن مثل هذا؛ لأنه ذكر السند.
وأهل السنة يقولون: الإيمان: معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح، وأما رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فباطل كذب، والشيعي لا تقبل روايته فيما يتعلق بآل البيت، حتى ولو كان صادقاً في أموره العادية؛ لأنه رافضي، والشيعة في الغالب يتبعون المعتزلة، ومذهبهم مذهب المعتزلة في الغالب.
وقال ابن الحسن رحمه الله: كان عبد السلام بن صالح بن سليمان أبو الصلت الهروي -مولى قريش نزل نيسابور- صدوقاً له مناكير، وكان يتشيع، وأفرط العقيلي فقال: كذاباً.
وقال في الحاشية: الحديث ليس بصحيح، الحديث باطل بهذا السند، ولكن المعنى صحيح، فالإيمان: معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح.