- الانتهاض في ختم الشفا للقاضي عياض، للحافظ السخاوي.
وهذه كتب تعليمية تربوية مفيدة يحتاج إليها للمراجعة العالم المربي، كما هي لازمة للطالب في عبادته وتربيته ودراسته.
ومن يراجع فهرس مطبوعات داره الكريمة لا يكاد يجد فيها أي كتاب مرفوض، بل هي مقبولة، والاختلاف في بعضها من باب اختلاف الاجتهاد كما قدمت، ومثل ذلك ما تجده في التعليقات عليها فإنه من تلك البابة.
* * *
وأذكر اليوم الذي جائني به مع أحد إخوانه منذ سنوات بعيدة، وهما من أفاضل طلاب العلم لزيارتي في المكتب الإسلامي ببيروت، لرغبتهم في زيادة العلم، والتماس الطريق الصحيح إلى العقيدة السليمة، التي ارتضاها الله لعباده، وبعد مدارسة استمرت أياماً طويلة، وجدنا أن الأفضل لهم الذهاب والالتحاق في إحدى المعاهد القائمة خارج لبنان، وعلى الأخص في البلاد السعودية.
وقد ذهب مع صحبه، ورجعوا بعد أن نالوا شهادات تلك المعاهد، وتلقوا العلم والإجازات على المشايخ الأفاضل والدعاة فيها.
وأظن أنه لم يتابع الدراسة هناك، ولكنه كان فيمن تلقى بعد ذلك العلم على نفسه، في بلده -بيروت- على علماء تخيرهم، على فراغ من وقته، ومع ذلك فقد نال مما عندهم علماً جيداً، نجد آثاره فيما نشر من كتب، وفيما كان يقوله من كلام في دروسه ومقدماته.
وقد وجدت عنده من الكرم ما يذكر بأهل التضحية وحسن الضيافة، فلا يكاد يحضر إلى لبنان من بلاد الله الواسعة أحد من أهل العلم والدعوة، إلا ويجد في داره المآوي والطعام، ووسائل الراحة، وتسهيل الانتقال بين بيروت والجبل، والمساعدة على الرحلة للحج، أو السفر إلى دمشق، وغيرهما من البلاد السورية.
ومن ثم قيامه مع ضيوفه بزيارة كبار أهل العلم للتعريف بهم، وتمكين الصلة بينهم، ومدارسة ما في كل بلد من شؤون العمل الدعوي، وتبادل الإجازات العلمية على ما كانت عليه في الأيام الخوالي بين الطلاب والمشايخ.