فعالم بعلمه لم يعملن ... معذب من قبل عباد الوثن
ولكن جاء بعده الشيخ إبراهيم اللقاني المتوفى سنة ١٠٤١هـ فنظم:
فواجب تقليد حبر منهم كذا حكى القوم بلفظ يُفهم
مع أنه يشيد باتباع سلف الأمة في الأرجوزة نفسها بمثل قوله:
فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
وبرروا ذلك بقولهم: من قلد عالماً لقي الله سالماً؟ مع أن العالم القادر على الاجتهاد إن قلد غيره, لقي الله مجرماً, لأنه عطل نعم الله عليه, ولم يعمل بعلمه.
وهذا بحث يحتاج إلى كلام طويل نكتفي منه بالإشارة.
وبعد أن بينا طرفاً من التناحرات المذهبية المقيتة, آمل أن يتضح أمام أنظاركم الكريمة حقيقة دعوى "أن المذاهب كلها حق وعلى صواب" وتنكشف نوايا المقلدة البعيدة عن الحق والصواب, ضد الأئمة الآخرين، وحربهم العشواء على المذاهب الأخرى بدعواهم, مؤمنين إيماناً جازماً بأن المذهب الذي هم عليه, هو الحجة الشرعية الوحيدة, وعلى كل فرد من أفراد الأمة إتباعه وتقليدهم فيه. ولا يجوز لأحد أن يخرج عنه, ولا حتى للدليل الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم, وجعلوا الأحاديث تروى للتبرك فقط!!.
ومن المؤسف المحزن أن الجذوة التقليدية الجائرة هذه, بكل فروعها ومسائلها, لم تخمد حتى الآن في أوساط أتباع بعض المذاهب الأخرى.
ودع عنك أكثر ما تسمع من افتراء على الدعاة الباقين على أصل الاتباع, التاركين للتقليد الأعمى, والتعصب المذهبي الذين يتألمون من واقع المسلمين المرير، ووضع الأمة المتدهور, وينادون بوحدة الأمة بالرجوع إلى الكتاب والسنة، والتحاكم إليهما في المسائل المختلف فيها مع التقدير والاعتبار لجميع اجتهادات الأئمة السابقين وروّاد هذه الأمة.
وكذلك دع عنك من يرمونهم بالتقوقع، والرجعية, والتقهقر، والانفلات.
باب الاجتهاد لم يغلق ولم يسد!