ومن أفتى -دون جميع علماء زمانه وأهل الجهاد والخبرة بالفقه بواقع الحياة- بخروج أهل فلسطين من أرضهم وبلادهم, لأن اليهود قد استولوا على بعض تلك الأرض, زاعماً -بما لقن من الأدعياء- بأن هذا لتأمين عبادتهم, مع أن عبادتهم لم تُمَسْ, بَل تُؤَدَّى على أوسعِ ما تُؤَدَّى به في بعض الجوار, واليوم نجد في الصحف أن الذين أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى في الرابع عشر من جمادى الآخرة ١٤٢٣ = ٢٣/ ٨/٢٠٠٢ بلغ أكثر من أربعين ألفاً, وأن مجموع الحجاج -أو الذين ذهبوا لأداء العمرة- من أرض فلسطين تفوق نسبتهم ما ذهب للحج من ليبيا (طرابلس الغرب) بأربع مرات!!
وغافلاً عن أن أرض المسلمين المجاورة لهم لا تقبل منهم أحداً, للسكنى فيها, وإن أكثرهم ذهبوا إلى بلاد الكفر مثل كندا وغيرها, ونتيجة هؤلاء الكفر بعد الجيل الثاني أو الثالث كما هو مشاهد!!.
وأن اليهود لهم رغبة في إخراجهم للاستيلاء على أرضهم وإدخال الملايين من أتباع ديانتهم وإسكانهم في تلك الأرض, بما هو مشاهد وظاهر للعيان.
والذي أباح زواجَ المسلمةِ برجل من أهل الكتاب عدواناً منه واتباعاً لما نادى به المستعمرُ في قانون الأحوال الشخصية, منذ أن دخلت فرنسا إلى بلادنا بعد الحرب العالمية الأولى بقيادة الجنرال غورو, ولكن الثورة السورية الكبرى سنة ١٩٢٥ أفسدت مسعاه, وكذلك سنة ١٩٣٧ عُطِّل في الشام وفي بلاد المغرب بمسعى من المجاهدين الكرام.
وحتى الذين حاولوا وضع مثل هذا القانون الجائر! في لبنان استعانوا بتلك الفتاوى الجائرة.
ولكن الله سبحانه أسقط دعواهم وعطل مسعاهم بفضله ثم بجهود المؤمنين التي ترأس حملتها سماحة مفتي الجمهورية الدكتور محمد رشيد قباني, ودولة رئيس مجلس الوزراء السيد رفيق الحريري من الجهة الإسلامية, وغبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير من الجانب المسيحي, وغيرهم من أهل العلم والغيرة على الأعراض.
* * *