وما تعرض له الإمام أحمد، وأتباع الإمام محمد بن إدريس الشافعي (ت ٢٠٤هـ)، وغيرهما من العلماء للفتنة، والحبس، والنفي، والضرب، والقتل، حتى نصر الله أهل السنة في عهد الخليفة العباسي المتوكل على الله (ت ٢٤٧هـ).
وبعد ذلك تجمع لهم الرأي، أيام فتنة عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري (ت ٥١٤هـ) في القرن الخامس الهجري، حتى انتصارات الحنابلة عليهم في بغداد وخراسان.
وكذلك كانت للسلفيين الجولات المنصورة في عصر شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية على من قام عليهم من آل السبكي (في القرن السابع) من الشافعية، والإمام المطهّر الحلي من الشيعة (ت ٧٢٦هـ)، وبعض الحكام من المماليك الجراكسة، ومجموعة محمد بن محمد العجمي (العلاء البخاري (ت ٨٤١هـ) من الحنفية.
ومضى الزمن والخلاف بين الأخذ والرد، حتى ظهر إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي (ت ١٢٠٦هـ).
وإذ ذاك نشأت معارضة شديدة لهم من قبل العثمانيين الأتراك، والدولة الإنكليزية والإفرنسيين بعد الثورة الفرنسية وعهد نابليون. ومن قبل حاكم مصر محمد علي باشا وأولاده (ت ١٢٦٥هـ)، حيث تسلَّط كلّ هؤلاء على المشرق العربي، وأحوال محمد علي في الجزيرة العربية والحجاز ونجد، وسورية، ولبنان معروفة، لا تخفى على أي مؤرِّخٍ حصيفٍ بصير.
وكل ذلك لم يمنع تمتعهم بانتشارات كبرى في الشام: العلامة جمال الدين القاسمي (ت ١٣٣٢هـ)، والشيخ طاهر الجزائري (ت ١٣٣٨هـ)، وتلامذته ومنهم الشيخ محب الدين الخطيب (ت ١٣٨٩هـ)، والشيخ محمد سعيد الباني (ت ١٣٥١هـ)، وآل البيطار وآخرهم شيخنا محمد بهجة البيطار (ت ١٣٩٦هـ)، والشيخ عبد القادر بدران (ت ١٣٤٦هـ)، ومن تبعهم.
وكذلك في اليمن كالإمام محمد بن علي الشوكاني (ت ١٢٥٠هـ)، والإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني (ت ١١٨٢هـ).