ومن أخباره: قال حسين بن عاصم: كنت عند بن وهب فوقف على الحلقة سائل فقال: يا أبا محمد الدرهم الذي أعطيتني بالأمس زائف فقال: يا هذا إنما كانت أيدينا عارية فغضب السائل وقال صلى الله عليه وعلى محمد: هذا الزمان الذي كان يحدث به أنه لا يلي الصدقات إلا المنافقون من هذه الأمة فقام رجل من أهل العراق فلطم المسكين لطمة خر منها لوجهه فجعل يصيح: يا أبا محمد يا إمام المسلمين يفعل بي هذا في مجلسك؟ فقال بن وهب: ومن فعل هذا؟ فقال العراقي: أصلحك الله الحديث الذي حدثنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من حمى لحم مؤمن من منافق يغتابه حمى الله لحمه من النار " وأنت مصباحنا وضياؤنا ويغتابك في وجوهنا؟ فقال: لأحدثنك بحديث: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يكون في آخر الزمان مساكين يقال لهم العتاة لا يتوضؤن لصلاة ولا يغتسلون من جنابة يخرج الناس إلى مساجدهم وأعيادهم يسألون الله من فضله ويخرجون يسألون الناس يرون حقوقهم على الناس ولا يرون لله عليهم حقاً ".
وكان بن وهب يقول: من قال في موعد: إن شاء الله فليس عليه شيء ونظر بن وهب إلى رجل يمضغ اللبان فقال له: إنه يقسي القلب ويضعف البصر ويكثر القمل