من أعظم أسباب الزنا، بل النافذة الكبيرة والخطوة الرئيسية فيه إطلاق النظر.
والمرء ما دام ذا عينٍ يقلبها في أعين الغير موقوفٌ على الخطر
يسر ناظره ما ضر خاطره لا مرحباً بسرورٍ عاد بالضرر
كل الحوادث مبدؤها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
وهذه قاعدة مجربة، الذي يغض بصره ويخاف من الله، الله يحميه، الله يرعاه، الله يكلؤه؛ لأنك ما دمت خفت من الله في هذه الصغيرة الله تبارك وتعالى يحميك من الكبيرة، لكن إذا تساهلت ولم تخش الله في هذه أوكلك الله إلى نفسك، وإذا أوكلك الله إلى نفسك وتخلى عنك قادك الشيطان إلى الكبيرة.
لا تحقرن من الذنوب صغيراً إن الصغير غداً يصير كبيراً
إن الصغير وإن تقادم عهده عند الإله مسطرٌ تسطيراً
فهذه ناحية مهمة جداً؛ لأننا عرضة لها في كل وقت، تخرج من المسجد ترى امرأة، تمشي في الشارع ترى امرأة، تنزل السوق ترى امرأة، أنت عرضة لابد أنك تتعرض لشيء، ولذا ما موقفك؟ موقفك أن الله ركب على عينيك بابين، ولو أن ما عندك جفون وعيناك مفتحة وأردت أن تغمض يلزمك أن ترفع يديك وتغطى هذه مشقة، لكن من رحمة رب العالمين أن ركب لك جفوناً فأنت فقط غض بصرك، هذه نعمة من نعم الله عليك، غض بصرك عما حرم الله ليفتح الله بصيرتك في الدنيا والآخرة، غض بصرك هنا ليفتح بصرك عليه يوم القيامة تراه في الجنة:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[القيامة:٢٢-٢٣] أي: مشاهدة.