[الدعايات الشيطانية من قبل أعداء الإسلام]
من أسباب فشو جريمة الزنا: الدعايات الشيطانية المغرضة التي يروجها أعداء الإسلام، ويشنونها حرباً ضروساً على تعدد الزوجات، ويصفون الدين بأنه لا يبيح تعدد الزوجات، وهم بهذا يريدون أن يضيقوا واسعاً، وأن يعرضوا العديد من الفتيات اللائي كان بالإمكان أن يستوعبوهن عن طريق التعدد فيقولون: لا.
لا يوجد تعدد حتى تبقى ولا يأتيها خاطب، وتمر عليها عشرون أو ثلاثون سنة، ويبدأ العد التنازلي لها خمسة ثلاثين أربعين ولم يأتِ أحد ماذا تعمل؟ تكسر هذا الباب وتفتح باب الزنا، ولو وافقت بأن تكون زوجة لرجل مع أخرى لكان خيراً لها؛ لأن الذي شرع التعدد هو الله، والذي خلق المرأة هو الله: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} [الملك:١٤] الله يعلم أن المرأة تتحمله، وأن في إمكانها أن تسير فيه بدون أي كلفة عليها، ولذا شرعه، والله لا يظلم: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} [النساء:٤٠] .
ولكن بالتلغيم النفسي ضد التعدد أقنعوا فتيات المسلمين أنه إذا جاء الرجل يريد أن يتزوج وهو متزوج بأخرى، قالت: لا أريد، لماذا؟ قالت: هو متزوج، وماذا يكون إذا كان متزوجاً؟ الله أباح لنا أربع نساء تتزوجن وتسعدن به، وكثير ممن جربت قضية الزواج بمن عنده زوجة وسعدت سعادةً أعظم من سعادة تلك التي تزوجت برجلٍ ليس عنده إلا واحدة، كثير من الفتيات العاقلات قالت: لا أريد شخصاً يهرب بي شهرين ثم يتركني ويمشي، لا.
أريد شخصاً عارفاً يعرف قيمة المرأة ولو معه اثنتان أو ثلاث، فتزوجت فسعدت، وتلك رفضت حتى جاءها شخص مثل ما قالت: هرب بها وتركها، وقال لا تصلح هذه، وتلك رفضت قالت: لا أريد فلم يأتها أحد حتى خاست، ولما خاست طاحت، وإذا طاحت لا يوجد أحد، أنت الآن عندما تشتري فاكهة من أين تشتريها؟ تشتريها من الغصن، لكن لما تمر تحت الشجرة وفي واحدة قد سقطت من قبل يومين أو ثلاثة هل ستمد يدك إليها؟ تقول: هذه خربانة قد شمتها الحمير، هذه لا أريدها، أريد شيئاً جديداً ونظيفاً.
تعدد الزوجات من محاسن الدين الإسلامي، كما قال شيخنا: محمد الأمين الشنقيطي في كتابه: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن وهو يتكلم على قول الله عز وجل: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:٩] فقال: إن الله هدى بهذا القرآن إلى أفضل شيء في العقائد، في الآداب، في الأخلاق، في المجتمع، في الاقتصاد، في كل شيء، ومن ضمن ما هدى الله إليه هذه الأمة أن أباح لها التعدد؛ فإنه من محاسن دين الله أن أباح التعدد لظروف؛ لأن الدين الإسلامي يتعامل مع الأحداث من منطق الواقعية ليس من منطق السطحية واللامبالاة، لا.
هو دين رباني وسيواجه بمشاكل اجتماعية لابد من حلول لها، ماذا يقول للمشاكل هذه؟ يقول: لا تعلم عنها، نقف منها موقف المتفرجين، نقول: لا.
لابد لها من حلول، ما هي هذه الحلول؟ هذه الحلول في دين الله يتزوج الرجل بامرأة وهذه المرأة لا تفي بمتطلباته، وعنده طموحات نفسية وجنسية، وزوجته لا تفي بمتطلباته ماذا نقول له؟ نقول له: عش مكتوماً طول حياتك، أو اذهب إلى الحرام، أو تعدد في زوجة أخرى، ما هو الأفضل؟ التعدد.
يتزوج إنسان بزوجة ثم تمرض عليه زوجته، هل من المنطق والعقل والعلاقة الإنسانية أنه إذا مرضت يطلقها حتى يتزوج أخرى، أو يقعد مريضاً معها طول حياته؟ لا يستطيع أن يقعد معها بعلاقة زوجية ويذهب يزني مثل ما هو في الغرب الآن، الزوجة واحدة والصديقات مائة، يسمون الذي يزني بها صديقاً، ويقولون لها: صديقة، وتدخل الصديقة على الزوجة وهو جالس هو وإياها وتقول: من فضلك نريد نجلس قليلاً أنا وأنت، فيقول لهذه: بعد إذنك ما رأيكِ أذهب مع الصديقة؟ فتقول: تفضل، فيذهب في دارٍ ثانية هو وصديقته، صديقة إبليس والعياذ بالله.
فتعدد الزواج من محاسن دين الله الذي هدى الله إليه هذه الأمة، إنه جاء في القرآن، يقول عز وجل: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} [النساء:٣] .
ولكن لا ننسى أن نضيف إلى أن من شرط التعدد العدل، وأن الصورة التي ظهرت في المجتمعات وشوهت صورة التعدد ليست من أمر الإسلام، وإنما هي من تطبيق أبنائه الجهلة به، حينما يتزوج الإنسان بزوجةٍ جديدة فينسى زوجته الأولى ويهملها، ويرفض أولاده الأولين، ويتركهم ولا يأتيهم.
في الوظيفة الصناعية، أو التجارية، أو السكرتارية، أو بائعة أزياء، أو عارضة، أو ناسخة آلة، هذا سببٌ كبير من أسباب فشو جريمة الزنا؛ لأننا أخرجنا اللحم الرخيص وعرضناه للكلاب الجائعة، والكلب الجائع إذا وجد لحماً عارياً ورخيصاً طمع فيه، لا يعلم، لكن يجب أن يصان اللحم هذا وأن يذاد الكلب ذاك.
إن الرجال الناظرين إلى النسا مثل الكلاب تطوف باللحمان
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها أكلت بلا عوضٍ ولا أثمانٍ
لا تتركن أحداً بأهلك خالياً لو كان في النساك مثل بنان
لو كان أعبد خلق الله ولا يوجد رجل أمين غيره على المرأة.
والسبب السابع: إلغاء العقوبات التي قررتها الشريعة الإسلامية في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاستعاضة عنها بالقوانين الوضعية التي ترحم المجرم بالزنا وتقول: هذا يمارس حرية شخصية، وإذا كان هو غاضباً، يسجن يومين أو ثلاثة وبعدها اتركوه، هذه ساعدت على فشو الجريمة؛ لأنه من أمن العقوبة أساء العمل.
السبب الثامن من أسباب فشو هذه الجريمة الدعايات المغرضة التي روجها أعداء الإسلام وبثوها ونشروها وأقنعوا بها شبابنا وشاباتنا، بأن التعدد ليس جيداً حتى تعطل شريحة كبيرة من شرائح المجتمع على الزواج بحجة أنها تريد زوجاً متفرغاً، من أين نأتي لكِ بواحد مفصل؟ ليس عندنا أحد، إذا صبرتِ عليه ليلة في الليلة الثانية سوف يأتي وله طعم، وإن هذا الذي كل ليلة وهو معكِ قد مللتيه، فلا.