من أسباب فشو جريمة الزنا تعقيد الشباب من الذكور والإناث من الزواج المبكر، قالوا: لابد من تأمين المستقبل، البنت كل ما أتاها خاطب قالت: لا.
لماذا؟ قالت: أريد أؤمن المستقبل، أصبح الرجال مثل الشيكات في الجيب، ردت الأول والثاني والثالث وأمنت المستقبل، وتنام حتى طاحت فنونها، لم يأتها أحد، وذهب المستقبل! المستقبل في الزوج ليس في الوظيفة ولا في الدراسة، إذا جاء الزوج الكفء فتزوجيه اقبليه مباشرةً وكل شيء يندرج، الدراسة ممكنة وإذا جاءت وظيفة فممكنة، وإذا ما جاءت وظيفة الله لا ردها، قد عاشت أمهاتك من فاطمة بنت محمد إلى يومنا هذا بدون وظيفة، ولم يمت أحد منهن جوعاً، بل ما صارت المشاكل إلا في الوظيفة، إذا المرأة كانت موظفة تقول: معي رصيد ومعي كذا، لا تقبل منك كلمة إلا وترد لك بالصاع بصاعين؛ لأنها معها وظيفة، لكن إذا لم يكن معها وظيفة صبرت عليك، وعلى مرك وحلوك، فلا ينبغي للمرأة أن ترد الزوج إذا جاء، وكذلك الولد لا يجوز له إذا أحس بحاجةٍ ورغبة في الزواج أن يتأخر بحجة تأمين المستقبل فالمستقبل، بيد الله، والله يقول:{إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}[النور:٣٢] إذا تزوجت وأنت تريد العفاف وستر دينك وحفظ إيمانك كان الله في عونك، ولن تمنعك الزوجة من مواصلة دراستك، بل ستكون إن شاء الله من أكبر الأعوان لك على مواصلة تعليمك، وقد رأينا بالواقع والتجربة أن من تزوج كان في دراسته أكثر نجاحاً ممن لم يتزوج.
فهذا التعقيد بين الجنسين من الزواج المبكر بدعوى أن الزواج المبكر يحطم المستقبل ويقضي على هذا؛ لأن هذا تعقيد للحياة حقيقةً، أدى هذا السبب إلى أن الشاب ما دام أنه لا يتزوج يبحث عن الجريمة أين يصرف شهوته؟ وليس لديه إيمان يحجزه عن المعصية، فلابد من أن يصرفها، إن وجد في بلده ما يصرفها صرفها، وإذا لم يجد قطع تذكرة وسافر في عطلة الربيع يأخذ عمرة أين؟!! قال: في سريلانكا في كازبلانكا يأخذ عمرة يذهب يحج! ويأتي إن كان لديه لمحة دين وإلا فليس معه من الدين شيء، معه استمارة إلى النار -والعياذ بالله- ويأتي من هناك يعلم زملاءه ويجمع إخوانه ويقول: شاهدنا حاجات!! ماذا شاهدت؟ شاهدت لعنة الله ورسوله، شاهدت جريمة الزنا، شاهدت جريمة الخمور، حماك الله في بلد الإسلام وصانك في مهبط الرسالات فتترك هذه الحماية، عباد الله يشدون الرحال، ويحجزون الشقق ويذهبون إلى بيت الله وإلى مسجد رسول الله ليتعبدوا في هذه الأيام الطيبة، وأنت تذهب إلى البلاد الخبيثة التي فشت فيها الجريمة، وتعددت فيها أساليب الفسق، من أجل أن تنهل منها كالكلب الجائع، ثم تأتي تعلم أبناء المسلمين، لا إله إلا الله!! هذا بسبب ماذا؟ لأنه لم يتزوج، لكنه لو تزوج وهو صغير فلن يذهب إلى أي مكان، فتكون سيرلانكا عنده في الغرفة إذا ذهب فهي عنده في البيت.