طلاب العلم في أيامنا هذه -هدانا الله وإياهم- تجد في اجتماعاتهم ما يؤلم القلب، حيث أنهم يشغلون الاجتماع بكلام عن العلماء وآرائهم واختلافاتهم فيغتابونهم، فيقولون: هذا العالم الفلاني قال كذا، والعالم الفلاني قال كذا، والأول قوله صحيح والآخر قوله خطأ، وبالتالي يتحول هذا المجلس إلى نقاش وجدل عقيم وربما يصل الأمر إلى الغيبة للعلماء والمضاربة لأقوالهم، وهكذا مجالسهم على الخلاف في الفروع، مثل كيفية سجود الرسول صلى الله عليه وسلم في السهو على اليدين أو على الركبة، أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
الجواب
نحن نقول لإخواننا طلبة العلم جزاهم الله خيراً، احذروا من الجدل، لأنه كما جاء في الحديث:(ما ضل قوم بعد هدىً إلا أوتوا الجدل) وإذا كان لابد من النقاش العلمي فليكن بطريقة أهل العلم الهادئة التي تقوم على الدليل، نأتي بالكتاب ونأخذ الدليل ولا أصرخ ولا تصرخ أنت، ونأخذ قول العالم ولا نجرح في عالم ونستفيد، أما أن أتعصب لقولي وأحاول أن أُثبته ولو بالكذب، وأنت تتعصب لرأيك، فلم تعد المسألة لله، بل أصبحت لي ولك، وهذا لا يجوز، وهذا هو الذي نهى الله عنه في الجدال.