للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بر الآباء بتلبية طلباتهم]

السؤال

إذا كان والدي يصر على أن يعمل أعمالاً تسبب له التعب، مثل رعي الغنم، وهو ضعيف وغير قادر على ذلك، وأنا وإخوتي نحاول أن نجعله يرتاح ولكنه يرفض فهل نحن عاقون له؟

الجواب

إذا أرغمتموه على أن يجلس ويترك ما يريد هو ففي هذا عقوق، لا بد أن تعطوه ما يحب؛ لأنكم تريدون أن تطبعونه على عيشة ما عاشها.

هو يحب أنه يخرج مع الغنم ويذهب في الجبال وفي الوديان، لا يريد العيشة في البيوت، بعض الآباء إذا أتيت به وجعلته في البيت وأتيت له بفراش كأنك حبسته أو سجنته، يقول: تريدني أن أقعد في البيت، آكل وأنام، دعني أسير في أرض الله، والآباء كانت طبيعة حياتهم هكذا، تركيبتهم أنهم يحبون الخلاء والذهاب والإياب، أما أن تريد الدار, تحسب أنت أن فيها راحة للناس، لا.

راحة الناس في هواها، فإذا كان أبوك يريد أن يرعى أعطه الغنم ودعه يرعى، حتى يرتاح ويدعي لك، أما أن تسجنه، وتقول: الله يطول عمرك يا أبي تعال، وتجعل له الفراش قامة، وتغلق عليه لا، هذا سجن، دعه على ما يريد.

بعض الآباء حتى مجرد قضاء الحاجة لا يريد أن يقضيها في البيوت، إذا جاء من القرية ودخل إلى ولده في المدينة، وأراد أن يتوضأ، قال: تعال هذا الحمام، قال: لا.

أرني الخلاء أريد الوادي، فيمشي له كيلو أو اثنين كيلو من أجل أن يقضي حاجته فيه، ولا يرضى بالحمام، ويضحك من الناس، يقول: هكذا أهل المدن الواحد يرجع من الخلاء يضعها في بيته؛ لأنهم ما تعودوا على هذه الأمور، فأنت لا تستطيع أن تقصر أباك وتسجنه وإنما خيره، قل: يا أبي نحن نريد راحتك، إن راحتك معنا في البيت، فإن وسعتك الأرض وإلا عيوننا، كل شيء لك، وإن راحتك مع الغنم، نأتي لك بغنم، وإن راحتك بالمزرعة، جعلنا لك مزرعة ومعك عامل يعاونك، المهم ابحثوا عن رضاه، وبعد ذلك لاحظوا أن الحركة تولد النشاط، والشيبان الذي يجلسون في البيوت بدون عمل ينهدمون بسرعة، ويصابون بعدة أمراض، لكن الشيبة الذي يبقى في عمل ورعي والبلاد، يعمر بإذن الله ويعيش إلى أن يأتيه أجله وهو قوي؛ لأنه يستخدم هذه الأجهزة، وبالتالي الجهاز المستخدم يكون دائماً صالح، أما الجهاز المعطل يخرب، لو وقفت سيارتك سنة وجئت تشغلها لا تشتغل، (البطارية مخبطة) والكفرات مبنشرة، لماذا؟ لأنك وقفتها، لكن لو شغلتها طول السنة لا تخرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>