للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فاحشة اللواط وعظم جرمها عند الله]

يلحق -أيها الإخوة- في الزنا ويتبعه في الحكم الشرعي اللواط -أجارنا الله وإياكم منه- واللواط جريمة منكرة وفاحشة عظيمة, يقول أحد السلف وهو عبد الملك يقول: والله لولا أن الله حدثنا بالقرآن عن قوم لوط ما صدقت أن رجلاً يركب رجلاً؛ لأن هذا مرفوض، وفي طباع الحيوانات البهيمية التي هي أشرس شيء مثل الخنازير والقردة والكلاب، هذه لا تمارس اللواط ذكور مع ذكور أبداً إلا ذكور مع إناث، وهي حمير وخنازير، لكن العجيب أن من البشر أو قل: من الكلاب البشرية من يمارس هذه الفعلة الشنيعة التي عذب الله أهلها ودمرهم في الدنيا والآخرة.

أخرج ابن ماجة والترمذي والحاكم وصححه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط) وأخرج ابن ماجة قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا معشر المهاجرين! خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قومٍ قط حتى أعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا) والفاحشة تشمل فاحشة الزنا وفاحشة اللواط، واللواط يسمونه في الغرب وفي أمريكا الشذوذ الجنسي، يعني الزنا عندهم ليس بشذوذ؛ لأنهم خبثاء، لكن الذي يزني رجل برجل يسمونه شذوذاً جنسياً، وأيضاً أقروه، وفي مجلس العموم البريطاني جرى الاقتراع على جواز قيام الرجل بنكاح الرجل، ووافق أعضاء مجلس العموم بالإجماع إنه ممكن، وأصبح يكتب الرجل عند القس التابع لهم -القس يعني: الشيخ عند النصارى وعند اليهود اسمه: حاخام، انظروا الأسماء والعياذ بالله، اسمه مثله، حاخام وذاك قس- فيأتي هذا الكلب على الكلب عند القس ويكتب له عقد الزواج ويتزوجه، ويصبح يقول: جريمة لا يعاقب عليها القانون، بل جريمة أقرها النظام والقانون الشيطاني.

الآن -إن شاء الله- سأذكر لكم بعض الدروس، درس كامل عن الشذوذ الجنسي هذا، وعن الزنا وعن آفة الأمراض التي يبتلى بها الزناة، وفي مقدمتها الجندي المحارب الأول الرسول من رب العزة والجلال على البشر وهو الإيدز، هذا جندي وصاعقة، صعق الله به البشرية وهو لا يرى بالعين المجردة ولا بـ (الميكروسكوب) اسمه: فيروس الإيدز، الآن أمريكا والعالم كله يقول: من هذا الجندي؟! وجندي آخر اسمه: السيلان، وجندي ثالث اسمه: الزهري، وجندي رابع اسمه: الهربز، هذه أمراض تأتي عن طريق العلاقات الجنسية المحرمة، لكن الإيدز يأتي بنسبة كبيرة عن طريق جريمة اللواط، وفي جنوب شرق آسيا في كوريا الجنوبية يوجد عشرة آلاف جندي أمريكي يمارسون الجنس يعني: اللوطية، والآن انتشر فيهم الإيدز مثل النار في الهشيم يفتك فيهم فتكاً ذريعاً والعياذ بالله.

هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما ظهرت الفاحشة في قومٍ -يعني هذه وغيرها- إلا ابتلاهم الله بالأمراض التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا) وأخرج الطبراني في الأوسط بسندٍ رجاله رجال الصحيح ورواه الحاكم من رواية أخي أبي محرز عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله سبعة من خلقه من فوق سبع سماواته، وردد اللعنة على واحد منهم ثلاثاً، -لعن كل واحدٍ منهم لعنة واحدة لكن أحدهم لعنه ثلاثاً؛ لأنه مجرم كبير- فقال: ملعون من عمل عمل قوم لوط، ملعون من عمل عمل قوم لوط، ملعون من عمل عمل قوم لوط، ثم قال: وملعون من ذبح لغير الله، وملعون من أتى شيئاً من البهائم، وملعون من عق والديه، وملعونٌ من جمع بين امرأة وابنتها، وملعونٌ من غير حدود الأرض، وملعون من ادعى إلى غير مواليه) رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح، وأيضاً رواه الحاكم من طريق أخرى، واعترض وتحفظ على موضوع محرز؛ لأنه من الرجال الذين في كلامهم شيء، ولكن هذا الحديث بعض طرقه تحسن بعضاً وهو يرتقي إلى درجة الحسن.

وأخرج ابن حبان في الصحيح والبيهقي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله من غيَّر تخوم الأرض -يعني حدودها- ولعن الله من ضلل أعمى عن الطريق) -أعمى مسكين يمشي وجاء شخص وقال: ارجع إلى اليمين فرجع ووقع في حفرة، هذا ملعون -والعياذ بالله- لأنه أوقع المسكين في شيءٍ استغل فيه نعمة الله عليه، ما يدريك لعل ربي يعميك أنت ويصير هو يبصر ويقول لك: ارجع إلى اليمين وتذهب أنت كذلك، لا يجوز هذا (ولعن الله من سب والديه) وقد سئلوا في سب الوالدين، كيف يسب الرجل والديه؟ لا يوجد أحد يسب أمه وأباه، ليس بمعقول، كيف يسب الرجل؟ قال: (يسب أبا الرجل، فيسب الرجل أباه) فيكون هو سبب في سب والديه، ولو أنه ما سب آباء الناس ما سبوا والديه، فكأنه هو الذي سب والديه، فيتحقق عليه الوعيد وهو: (لعن الله من سب والديه، ولعن الله من تولى غير مواليه -هو عبد مملوك ويذهب عند أناس آخرين وينكر نفسه على أولئك- ولعن الله من عمل عمل قوم لوط ثلاث مرات) .

وأخرج النسائي أيضاً في سننه: (لعن الله من عمل عمل قوم لوط) .

وأخرج الطبراني والبيهقي: (أربعة يصبحون في غضب الله ويمسون في سخط الله عز وجل قلت: من هم يا رسول الله؟! قال: المتشبهون من الرجال بالنساء) يعني: المتخنثون، يخلقه الله رجلاً ويتشبه بالنساء، فيأخذ صفات وأخلاق النساء، ما هي صفات النساء؟ التجمل، التكحل، الترجل، التزين، إن الواحد لا يريد أن يخرج إلا وهو مثل الوردة، لماذا تعمل هذا كله؟ ليس هناك شك أن الجمال والزينة مطلوبة في الرجل والمرأة، لكن تأخذ الزينة التي تليق بك كرجل، أما أن تتزين إلى درجة أن تصبح تغار بعض النساء من بعض الرجال، فتقول: لم تتركوا لنا شيئاً، زاحمتمونا على كل شيء، حتى الحمرة الآن أصبح هناك رجال يضعونها في خدودهم، نعم والله إني رأيت شاباً في وليمة من الولائم في فمه حمرة يضعها في شفتيه، والذهب يلبسوه في أيديهم، ماذا تبقى بعدها؟! واللحى أزالوها من وجوههم، لماذا الواحد يحلق لحيته ماذا يريد أن يفعل؟ يريد أن يبقى مثل المرأة، ربي يريدك أن تكون رجلاً خشناً، وأنت تقول: أريد أن أكون مثل بنات فاطمة، هل رأيتم الأسود في حديقة الحيوانات؟ رأيتم الأسد ولحيته واللبوة بجواره ليس معها لحية ولا معها لبدة، ولا تأكل إلا وقد أكل هو، رأيت هذا في حديقة الحيوان في الرياض، يأتون باللحم لهم وهي رابطة هناك ما تمد يدها معه وهو يأكل فإذا شبع قرب الصحن لها كأنه يقول: كلي، طبعاً نحن ما نقول: تأكل وتترك زوجتك وتصير أسداً، لا.

كل مع زوجتك، لكن نقول: إن الرجال أسود، لكن إذا حلقوا لحاهم، لماذا يحلق لحيته؟ والله ما أدري أنا لأي هوى وأي مزاج يحارب الإنسان لحيته لماذا يحاربها؟! لا أدري إلا أنه وحي الشيطان، وإلا جمالك وبهاؤك وهيبتك في لحيتك، والله لو أرادك تكون بدون لحية ما أعجزه شيء لكان خلقك من الجنس الثاني، لكن ميزك وكرمك وشرفك، وأنت تنحر لحيتك.

أحد الإخوة كتب لي رسالة صغيرة يقول فيها: إنني والحمد لله اتضح لي الحق وأصبحت والحمد لله ملتزماً وعزمت على أن أعفي لحيتي عملاً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن هناك فرق بين من يترك لحيته عملاً بسنة الرسول وبين من يتركها كموضة، وهناك أناس رأيناهم تاركين لها كموضة ديكور، فهذا ديكور إبليس وبعضهم يتوب ويطلقها سنة وتحجزه عن المعاصي ويهتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ولكنني أجد صعوبة الآن؛ لأنه يقول: طلعت وهي شديدة قوية كأنها إبر، يقول: وتحكني ولا أدري أصبر عليها أم ماذا؟ فقلت له: يا أخي الكريم! هذه مسكينة كانت تُحارب وهي تريد الحياة، فهي تحارب بسلاح فتعاند وتطلع كالرماح، تقول: أتحداك أن تحلقني، سأريك غداً أنا أطلع لك، فهي مسكينة لم تعرف أنك قد وضعت السلاح عنها، تظن أنك ما زلت تحاربها فهي تتقوى الآن، لكن اصبر عليها أياماً وليالي، إذا أمنت إن شاء الله من السلاح الأبيض سوف تعلن هدنة معك، وتقول: ما دام أنك صديقنا لا بد أن ننزل شعراً ليناً جميلاً، وإن شاء الله لن نؤذيك، لكن الناس يحاربونها والله إن هذه آية من آيات الله، إن اللحية كلما حوربت كلما طلعت غصباً عنك.

لكن ما ظنكم في واحد من الناس يقول: إنه استعمل لها مزيلاً يريدها ألا تطلع إلى الأبد، بعضهم اتخذها شغلته المهمة ويقول: والله إني مشغول، ما معك من شغلة؟ قال: أريد أحلق، قال: من العصر إلى المغرب في الحلاقة؟ إما في مكان أو في بيته، فهذا مسكين عرف أن هناك شيئاً ظهر في الأسواق اسمه (هير استب) يعني: توقيف الشعر، فاشتراه ولطخ به وجهه، طبعاً الشعر يريد أن يطلع لا بد أن يطلع، لكنه سد هذه، فماذا فعل الشعر؟ طلع من داخل فمه، ولما أتى يأكل فإذا بشعره داخل فمه، فكيف يحلق من داخل؟!! افتح من جهة واشلح من جهة واحلق مثل اللحمة التي تهزرها من داخل، لا حول ولا قوة إلا بالله! فالتشبه بالنساء لا يجوز، لا تطيل ثوبك، إطالة الثوب من التشبه بالنساء؛ لأن ثوب المرأة هو الطويل وثوب الرجل هو القصير، أيضاً لا ينبغي أن تقعد تثبط نفسك أمام المرآة تنظر، سبحان الله! الشاعر يقول:

كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول

فالمبالغة في التحسين والتجمل لدرجة تخرج عن الإلف وعن العادة هذا من التشبه، أما الجمال المعهود في الرجال ليس جمالاً شكلياً، جمال الرجال في أخلاقهم وأديانهم، إذا رأيت رجلاً صادقاً براً وفياً كريماً شجاعاً مؤمناً وليس عليه من آثار الجمال شيء، ثيابه بالية ومقطعة وشكله شكل القنف

<<  <  ج: ص:  >  >>