للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم دعاء الأموات وزيارة قبور الأولياء]

السؤال

نحن في قرية من اليمن وهناك أناس يدعون أنهم أولياء وأنهم سادة، وعندما يتوفى الواحد منهم يبنون على قبره غرفة ويخصصون يوماً لزيارته، وعندما يمرض أحدهم يذهب إلى الميت فيدعوه، فما حكم الشرع في هذا؟

الجواب

هذا شرك، وهؤلاء هم القبوريون وليسو سادة ولا أولياء، بل أعداء لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، والذين يدعون أنهم من أهل البيت أو سادة وهم يعارضون دين الله، ويرتكبون محارم الله، ويبتدعون في دين الله هؤلاء هم أعداء الله ورسوله، وليسوا من أهل البيت، فإن أبا لهب هو عم الرسول، لكن هل هو من أهل البيت؟ لا.

من أهل النار، أنزل الله فيه قرآناً إلى يوم القيامة: {تَبَّتْ} [المسد:١] أي: حسرت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد:١] وهو عم الرسول، ويأتينا واحد لا نعرف نسبه فيقول: إنه من أصحاب الرسول ويخالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ويبني على قبره! نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن البناء على القبور، وأمر بهدم القباب والغرف، وهدم الأبنية والأضرحة، فهؤلاء القبوريون الذين يرتكبون هذا الشرك -والعياذ بالله- يضادون دين الله، ويحاربون الله، ويحاربون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا دعوا الميت من دون الله وقعوا في الشرك الأكبر؛ لأن البناء شرك، ودعوة الأموات من دون الله شرك، والله تبارك وتعالى يقول: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} [فاطر:١٣] والقطمير هو: الغشاء الموجود على نواة التمر؛ لأن نواة التمر فيها قطمير ونقير وفتيل، وذكر الله في القرآن أن هؤلاء لا يملكون قطميراً ولا فتيلاً ولا نقيراً، فالقطمير هو: الغطاء، الذي على النواة وهو غشاء شفاف صغير.

والنقير هو: الذي في ظهر النواة نفسها، فالنواة في ظهرها خرق صغير، وفيه نقرة صغيرة فيها مادة من التمر وهي التي تنشق منها النواة، وفي بطن النواة فتيل: خيط صغير موجود في الشق، قال: {مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} [فاطر:١٣] * {إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ} [فاطر:١٤] هؤلاء الأموات الذين تسمونهم سادة وأولياء لو دعوتموهم ما سمعوا دعاءكم: {وَلَوْ سَمِعُوا} [فاطر:١٤] على فرض: {مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر:١٤] .

فهذا شرك -يا أخي المسلم- وأنت مادام أن الله نور بصيرتك، ووفقك وعرفت التوحيد، وعرفت هدي الرسول صلى الله عليه وسلم فتعمق فيه وزد علماً، ثم إذا رجعت إلى أهلك فكن داعيةً إلى التوحيد الخالص وإلى البراءة من القبوريين ومن الموسوسين والدجالين هؤلاء الذين يدعون أنهم من أهل البيت وأهل البيت منهم براء.

<<  <  ج: ص:  >  >>