وهذه آخر وسيلة من الوسائل التي ساعدت على فشو جريمة الزنا: تعدد وسائل منع الحمل، تعددت هذه الوسائل وكثرت، وأيضاً الإجهاض والعقاقير التي تنزل الجنين جعلت أهل العهر والزنا يمارسون هذه الجريمة بدون خوفٍ من نتائجها، وساعد على هذا فشو هذه الجريمة.
هذه العشرة الأسباب الخمسة التي ذكرتها قبل، والخمسة التي قلتها في هذا اللقاء، هي مجمل الأسباب التي تساعد على فشو هذه الجريمة، وهي التي هبطت بالمجتمعات المسلمة من قمة عفافها التي أراد لها الإسلام إلى حضيض التهتك الفاجر والانحلال الخلقي الآثم الذي أراده لها أعداء الإسلام؛ ليسهل القضاء عليهم، إذا انحلت الأخلاق رحلت القيم، وتدمرت الفضائل، واختلت العقائد، وأصبح الناس رعاع غثاء كالغنم يسوقهم واحد، لكن إذا كان هناك قيم ومبادئ وعقيدة ودين، يصبح الرجل أمة لا تستطيع عليه أي أمة كانت؛ لأنه قوي في دين الله عز وجل، ولكن ماذا نقول؟ نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون! ولا يمكن القضاء على هذه الجريمة التي فشت في بلاد المسلمين إلا بالعودة إلى الله، بالعودة الصادقة إلى شرع الله، بالعودة إلى دين الله، وهناك يفرح المؤمنون بنصر الله، أما إذا استمرت المجتمعات في بُعدها وفي طريقٍ غير الطريق الصحيح الذي يوصلها إلى الله، فهناك:{لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}[غافر:٥٢] .
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يحمي مجتمعاتنا، ومجتمعات المسلمين، وبنات المسلمين وجميع المسلمين من انتشار هذا الداء الفاشي المتفشي، ومن هذه الفاحشة الكبرى، وأن يحمي لهم أعراضهم إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، والله أعلم.