ما حكم قراءة القرآن والإنسان على غير وضوء، بحيث أنه لم يمس المصحف، يعني: يقرأه غيباً؟
الجواب
وليس هناك مانع، قراءة القرآن وأنت محدث حدثاً أصغر بغير مس للمصحف لا شيء فيه، أما قراءته وأنت جنب فلا يجوز، لا بد أن ترفع الجنابة بالغسل ثم تقرأ القرآن سواءً كان غيباً أو نظراً، أما مس المصحف باليد وأنت غير متوضئ فقد قال أهل العلم: لا يجوز، لأن الله يقول:{لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}[الواقعة:٧٩] .
أحد الناس سمع شخصاً في الإذاعة يقول:{لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}[الواقعة:٧٩] يعني: الملائكة، كيف تنزل الملائكة تمس المصحف؟ هذا كلام الله عز وجل، كيف نأتي بملائكة من السماء يمسكون المصاحف، الله يقول:{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ}[الواقعة:٧٧-٧٩] مَن المطهرون؟ الذين تطهروا من الحدثين، قالوا: إذا قرأ القرآن قراءة تعبد محض لم يجز له أن يقرأه إلا وهو متوضئ، أما إذا قرأه على سبيل التعلم فإنه مرخص له أن يكون محدثاً للمشقة، ولعدم القدرة على الاحتراز من الحدث لطالب العلم أو المدرس، يعني: الذي في المدرسة بإمكانه أن يقرأ ولو مس المصحف وهو غير متوضئ، لأنه لو ألزمنا الطلاب في المدارس والمدرسين أنكم لا تقرءون ولا تحملون المصاحف إلا وأنتم طاهرون لشققنا عليهم، والله قد رفع المشقة والحرج في دينه فقال:{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}[الحج:٧٨] .