قلنا فيما مضى: إن هناك عذاباً يسلط على أصحاب القبور، أعاذنا الله وإياكم من عذاب القبر، وينبغي -أيها الإخوة- أن نلح في السؤال، وأن نجزم في الطلب في أن يعيذنا الله وإياكم من عذاب القبر، فإن عذاب أو نعيم القبر هو أول ما يحصل للإنسان، فإن كان نعيماً كان ما بعده أفضل، وإن كان عذاباً كان ما بعده أسوأ، نعوذ بالله من عذاب الله.
وقلنا: إن هناك أسباباً كثيرة وردت بها أدلة خاصة توضح أن من وقع في هذه الذنوب والأسباب، سُلط عليه العذاب في قبره، وذكرنا منها: النميمة، وعدم التنزه من البول، والغلول وهو: أخذ شيء من الحق العام -من أموال الدولة- وهو في الأصل أخذ شيء مما يغنمه المسلمون في قتالهم مع الكفار.
واليوم نتحدث عن الأمر الرابع من أسباب عذاب القبر وهو: الكذب، ونعني بعذاب القبر، ما يُقدم للمُعذب من عذاب عاجل قبل العذاب الكبير في النار، لأن في النار عذاباً ضخماً وكبيراً جداً، ولكن خلال الفترة البرزخية تأتي المقدمات، ومقدمات العذاب كما يعبر عنها أحد الإخوة، يقول: هذه وجبة الإفطار، والعشاء في النار، يعني هذه المقدمات اليسيرة ما هي إلا وجبة خفيفة، ولكن الوجبة الكاملة الدسمة في جهنم، أعاذنا الله وإياكم منها.