[حكم إغماض المصلي لعينيه، وحكم الصلاة إذا قطعها طفل]
السؤال
يقول: أشاهد كثيراً من الناس يصلون ويغمضون أعينهم، فهل يجوز لهم هذا؟ وهل إذا قطع صلاتي طفل يجب عليّ إعادتها؟
الجواب
أما قطع الصلاة فلا يجب عليك إعادتها، حتى لو قطع عليك شخص كبير، فإن الصلاة لا تبطل بمجرد قطعها، وإنما يأثم المار إذا كان هذا المار مكلف، أما الطفل الصغير فإنه لا يأثم ولا يقطع الصلاة، فإن الأطفال كانوا يأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، وإن الحسن والحسين كانا يرتحلان النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولا يمنعه، وأطال مرة السجود صلى الله عليه وسلم وهو عليه، حتى كاد الصحابة يسبحون له، فلما انصرف من الصلاة قال:(إن ابني هذا ارتحلني وأنا ساجد فكرهت أن أضيق عليه) فاستمر صلى الله عليه وسلم حتى نزل الولد بنفسه، ما أعظم هذا الرسول صلى الله عليه وسلم! رحمة للعالمين، يقول:(ارتحلني) أي: ركب على ظهري، يقول: ما أحببت أن أنزله، لكن بعض الناس إذا جاء ولده وهو يصلي، صفعه، الله أكبر ما هذا الدين! فأغضب الولد وأيضاً تحرك في الصلاة، وفي نفس الوقت الولد يكره الصلاة، لأنها سببت له صفعة في وجهه، دع الولد يمشي -يا أخي- أو يطلع أو ينزل ليس هناك شيء إن شاء الله.
أما تغميض العينين في الصلاة فكرهه بعض أهل العلم، ولكن الحديث الذي استند عليه في القراءة لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصواب أن يقول الإنسان كما قال ابن القيم رحمه الله: إن كان التفتيح لا يخل بالخشوع فالأولى ألا تغمض؛ لأن هذا من عمل اليهود، كانوا يغمضون في صلاتهم، وإن كان التغميض أنفع للخشوع كأن يكون أمامك شيء مزخرف، أو نافذة مفتوحة، أو جدار فيه لوحة إذا نظرت إليها ذهب الخشوع، فلا بأس إن شاء الله ولا يكره؛ لأنه يصبح ضرورة.