السبب الثالث من أسباب عذاب القبر هو: الغلول، والغلول: هو أخذ شيءٍ من الأموال العامة للمسلمين، ويطلق على الخصوص على أموال الغنائم، فإذا قامت معركة بين المسلمين والكفار، فإن الغنائم التي يُحصل عليها من أيدي الكفار لا يجوز لمسلمٍ أن يتصرف فيها، سواءٌ كانت هذه الغنيمة قلماً أو سواكاً أو شراكاً أو أي شيء من هذه، ولو حتى دبوساً، بل مرد هذه الغنائم الفيء وهذه الأنفال إلى الله:{يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}[الأنفال:١] وقد أنزل الله تقسيمها في القرآن الكريم: فتخمس وتقسم على المقاتلين أربعة أخماس، والخمس الأخير يقسم على الفقراء والمساكين.
فهذه الأموال لا يجوز بحالٍ من الأحوال أن يأخذ المقاتل منها شيئاً، وإنما أمرها إلى ولي الأمر، وهو الذي يقسمها بحسب تقسيم الله لها.
وقاس العلماء على هذه الأموال الأموال العامة، مثل: الخراج، والزكاة، وأموال بيت المسلمين.