يقول: أنا طالب أدرس في إحدى الكليات، وأحياناً أزور زملائي في سكن جامعة الملك سعود، وأشتري بطاقة للعشاء بثمنٍ رمزي للطلاب فهل عليَّ إثم وأنا آكل في سكن الجامعة، ولست أدرس في نفس الجامعة وجزاكم الله خيراً؟ أجاب على هذا السؤال الشيخ الدكتور عبد الله المصلح.
الجواب
الهبات المحددة من بيت مال المسلمين لنوعٍ من الناس عطاءً محدداً كما يقال: قد وقفنا هذا المبلغ من المال على طلاب علم الشريعة، أو قد اقتطعنا هذا المبلغ من بيت مال المسلمين لمن يدرس في كلية الطب وهكذا، يصبح هذا الحق المقتطع من بيت مال المسلمين حق فقط لمن اقتطع له، فإن جاء رجلٌ من خارجهم وانتهبه اعتبر في ذلك منتهباً ومختلساً، فإذاً لا يجوز لك -يا أخي- أن تذهب لتأكل بهذه البطاقة؛ لأن ثمنها رمزي ثمنها ريال والدولة تخسر عليه عشرين ريالاً، من أين أخذ هذه التسعة عشر ريالاً؟ وانتبهوا لقضية الطعام، أنا دائماً أقول لكم مقياساً: أتريدون أن تعرفوا المقياس الحقيقي للرجل الصادق من غيره؟ النساء والمال، فإذا رأيتم في المرء عفةً في هذين الأمرين فاحكموا عليه بالعفة، هذان الوصفان هما منعطفان خطيران جداً في حياة الإنسان، فإذا انهزم أمام المال أو انهزم أمام النساء فاعلم أن المسألة فيها ضعف، وإذا ثبت في هذين الأمرين فاعلم أنه على خير إن شاء الله.
السؤال من الحضور: فضيلة الشيخ: إذا تبرع له طالب من طلاب السكن بعشائه هل يصح؟ الجواب: إذا تبرع بعشائه لآخر وهبه له لا بأس، لكن متى يكون الإنسان مالكاً للمال حتى يمكنه أن يتصرف فيه؟ -هذه قاعدة شرعية استفيدوها- لا يصير الإنسان مالكاً ملكيةً تامةً للمال يمكنه معه أن يتصرف بكل أنواع التصرفات الشرعية إلا إذا استلمه، أما قبل استلامه فإنه لا يحق له أن يهبه ولا أن يبيعه، والمثال على ذلك: هذا السواك الذي في يدي لو أن أخي الشيخ سعيد بن مسفر اشتراه مني قال: اشتريت منك هذا السواك بريال، أقول: جيد، وما زال هذا العود -عود الأراك- موجوداً في يدي وسلمني الريال ثم سقط هذا السواك وانكسر على من يكون غرمه عليه أم عليَّ؟ عليَّ أنا؛ لأنه لا يستقر الملك حتى تثبت البضاعة عند الشيخ، فهو إن كان قد قدم له واستلمه في الطبق، وبعد أن وضعه أمامه قال لأخيه: قم هذا لك، وأنا أبيت هذه الليلة طاوياً وهذا الطعام لك، فلا بأس في ذلك إن شاء الله تعالى.