أخرج الترمذي وحسن الحديث وأخرجه ابن حبان في صحيحه وأخرجه الحاكم في مستدركه وصحح الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا حديثاً لم أسمعه مرة أو مرتين أو ثلاثاً ولكن سمعته أكثر من ذلك -هذا كلام ابن عمر - يقول: سمعته يحدثنا أكثر من ذلك قال: (كان الكفل من بني إسرائيل وكان لا يتورع من ذنبٍ عمله -كان رجلاً مسرفاً في الذنوب- فأتته امرأة فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأها حراماً، فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت وبكت -ما دفعها إلى الموافقة إلا الاحتياج، وهو استغل حاجتها وأغراها بالمال، ولكنها شريفة وعفيفة ولا تعمل هذا العمل، فلما جلس منها ارتعدت وخافت من الله وبكت- قال: ما يبكيكِ أأكرهتكِ؟ -يقول: أنا ما أجبرتكِ على هذا- قالت: لا.
ولكن عملٌ ما عملته قط وما حملني عليه إلا الحاجة -تقول: هذه الشغلة ليست لي ولا لآبائي ولا لأجدادي - قال: تفعلين هذا لِمَ؟ قالت: من مخافة الله، قال: فأنا أحرى منكِ اذهبي فلكِ ما أعطيتكِ، ووالله لا أعصيه بعدها أبداً.
وتاب الله عليه قال: فمات من ليلته-انظروا حسن الخاتمة- فأصبح مكتوباً على بابه: إن الله قد غفر للكفل وأدخله الجنة) .
الله أكبر! لا إله إلا الله! هناك من أجل حفظك للفرج يظلك الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وهنا من أجل حفظ الفرج يغفر الله له، ويصبح مكتوباً يقرؤه الناس على باب الكفل: إن الله قد غفر للكفل وأدخله الجنة، فعجب الناس من ذلك.