للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم الأكل من الثمار دون رضا أصحابها]

السؤال

ما حكم من يذهب ليلاً إلى مزارع الناس ليأكل الثمار، مع العلم أن أصحاب المزارع يمنعون من هذا؟

الجواب

الله لا يهينك، هذا يريد أن يأكل فاكهة بدون مقابل، وقد علمنا أنه لا أحد يرضى أن تأكل من مزرعته، الناس يزرعون وأنت تدخل المزرعة في الليل لتأكل الفواكه.

يعني: قصده أن يمارس عليهم عقوبة، ما دام أنهم لايتصدقون ولا يهدون إذن آكل ثمرتهم.

لا يجوز لك يا أخي! إنه حرام، وأي لحم نبت من سحت أو حرام فالنار أولى به (إن الرجل ليرفع اللقمة من حرام لا تقبل له صلاة أربعين نهاراً) ولو مت في تلك الأيام في ليلٍ أو نهارٍ تموت على غير الإسلام، انتبه! كيف بالذي يشبع من الحرام، تذهب لتعتدي على مزارع المسلمين وبساتينهم، وتقطف من ثمارهم وتذهب لتأكل.

لماذا، بأي حق؟ تعلم أن الشجرة هذه لم تطلع بدون تعب، سنوات وهو يسقيها، وينتظر هذه الثمرة سنة كاملة، وهناك عمال وماء ورش ومبيدات ومهندسون، وأنت تقطف بدون مقابل، وتقول: هل هناك إثم؟ نعم.

هناك إثم ونار وشنار وعار -والعياذ بالله- لا يجوز لك -يا أخي المسلم- اتق الله.

أما كونهم لا يتصدقون ولا يهدون، فليس لك أن تعاقبهم، وإنما تحثهم على ذلك؛ ولأن هذا حقهم إن أهدوا فجزاهم الله خيراً، وإن تصدقوا جزاهم الله خيراً، أما أن تلزمهم أن يهدوا ويتصدقوا، وإلا تقوم بأكلها عليهم غصباً، هذا لا يجوز؛ فإنه حرام، إذا ارتكبوا هم خطيئة فقد ارتكبت أنت محرماً، يعني: كونه لا يهدي فليس بحرام، الأفضل أنه يهدي، وكونه لا يتصدق فليس بحرام، الأفضل أنه يتصدق، لكن أنت وقعت في جريمة، وهي كبيرة من كبائر الذنوب وهي السرقة، وأكل الحرام -والعياذ بالله-.

<<  <  ج: ص:  >  >>