أرجو تخصيص حلقة من هذه الحلقات الطيبة في الحث على تعدد الزوجات، وتخفيف المهور، والحث على المساعدة والمشاركة في المهور عند من يرغب في الزواج؟
الجواب
لماذا يا أخي؟ أتريد من النساء أن لا يسمعن لي أي موعظة؟! أما تخفيف المهور فهو صحيح، والحث على المساعدة والمشاركة في المهور لمن يرغب في الزواج، هذا أمر طيب، أما الحث على تعدد الزوجات، فلا، لم يأتِ في الدين الحث، وإنما جاء في الدين الإباحة، أباح الله في الدين التعدد، لكن لم يرغب ولم يأمر فيه، بل قال:{وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ}[النساء:١٢٩] فأنت إذا أردت أن تتزوج وعندك قدرة على العدل والإنفاق؛ الله يعينك، وإن كان غير ذلك فلا، إنما مسألة التخفيف في المهور وعدم المغالاة فيها ومشاركة المتزوج والإعانة له بأي شيء من المال هذا طيب جداً؛ لأن من أعانه أعانه الله، والمتزوج الذي يريد العفاف يعينه الله، ويعين من يعينه إن شاء الله، وأما المهر -يا إخواني- فوالله ما هناك داعٍ للمغالاة فيه، ليس هناك بركة في مهر المرأة، والمهر هو للمرأة ليس لأبيها، والله يقول:{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً}[النساء:٤] أي: المهر يسلم إلى يدها، فإن طابت نفسها بغير حياء وبغير إكراه عن شيء، قال العلماء: إن التبعيض هنا (عن شيء) أي: شيء يسير، إذا كان المهر عشرين ألفاً فوهبت لك ألفاً فكله، أما أن تأخذها كلها ولا تهب لها شيئاً، فماذا بقي لها؟! صار المهر لك أنت! المهر هو للبنت وليس للأب، بعضهم يقول: لا.
أنا آخذ تعبي، ما هو تعبك؟ لماذا المسألة حسابات؟ هل تريد أن تأخذ ثمن تربيتها؟! لا.
تعبك عليها الله يجزيك به الجنة، من عال جاريتين كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، الذي يعيل ابنتين أو ثلاثاً ويحتسب ذلك عند الله ويربيهن تربية إيمانية، الله عز وجل يكرمه بالجنة، أما أن يقعد ينتظر حتى إذا جاءت تتزوج، قال: والله لا أزوجها حتى آخذ كل ما تعبت عليه، أول شيء أدعها تعمل ست أو سبع أو ثمان أو تسع سنوات موظفة وآخذ راتبها، من أجل أن يكمل العمارة، وكل ما جاء خطيب جيد لا يخبرها، وإذا جاء خطيب غير جيد ذهب يخبرها وهي تقول: لا أريده، إلى أن تكبر، وبعد ذلك لا تتزوج.