للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[التزاور الأخوي]

السؤال

أنا شاب لا أحب زيارة إخواني في الله حتى في العيد، وإذا طلبوا مني زيارتي لهم أو زيارتهم لي اعتذرت، وأنا قادر على استقبالهم، فهل هذا جائز؟

الجواب

هذا من الجفاء يا أخي المسلم! لأن الأخوة في الله رابطة من أعظم الروابط في هذه الحياة، فإذا كنت لا تحب أن تأتي إخوانك في الله ولا تحب أن يأتوك فكيف تعيش؟ و (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) ، ولكن بعض الناس يبالغ في هذه الرابطة، فالأخوة في الله مثل الملح لهذه الحياة، فالحياة بدون أخوة في الله، وبدون زيارة في الله حياة سامجة لا طعم لها، وأيضاً إذا كثرت أصبحت كلها ملح، فبعض الناس يحب أخاه في الله لكن يفتت كبده، فتجده في كل لحظة وهو عنده، وفي كل لحظة يأكل معه، حتى يكرهه أهله، ولكن (زر غباً تزدد حباً) ، يعني: إذا أردت أن تزور؛ فمرة في الأسبوع، أو مرة في كل خمسة عشر يوماً، فهذا معقول، أما أن تكون في كل يوم عنده، فإن هذه الزيارات تنقلب كراهة؛ لأن ما تجاوز حده انقلب إلى ضده.

وأيضاً كونك لا تزور أحداًَ بالمرة، ومنعزل وانطوائي، وإذا أتاك أحد وأنت قادر على أن تستقبله وتقرأ معه في كتاب وتقدم له فنجاناً، وتجلس بدون أن يكون عليك كلفة ولا حرج ولا مشقة، فتقول: لا.

لا أريدك أن تأتيني، هذا من الجفاء الذي يخشى عليك فيه، فلعله أنه ينقدح في نفسك بغض لإخوانك في الله، وإذا أبغضت الطيبين ربما ضرك هذا في دينك والعياذ بالله، فيا أخي! حاول أن تربي نفسك على زيارتهم خصوصاً في المناسبات الشرعية مثل: المرض فتعوده، والزواج فتأتيه تبارك له، وإذا عاد من غيبة فتزوره ترحب به، وإذا جاء العيد فإنك تهنئه، إذا مر عليه شهر أو شهران ولم تره فإنك تذهب وتقول له: والله يا أخي! أنا اشتقت لك وفارقتك وما رأيتك منذ زمن، فأحببت أن أجلس معك هذه الساعة؛ ليس هناك مانع.

<<  <  ج: ص:  >  >>