الثاني: حديث ابن مسعود رضى الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، سئل أي الذنب أكبر؟ قال:"أن تجعل لله نداً وهو خلقك، قال: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قال: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك".
الثالث: حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين".
الرابع:"ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: قول الزور -أو قال- شهادة الزور".
الخامس: حديث أبى بكرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكرت عنده الكبائر قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس، فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور" فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت.
وقت اختلفت العلماء فيها على أقوال كثيرة، والأحاديث في الكبائر لا تدل على حصرها فيها، ولعل الشارع قصد الإبهام ليكون الناس على وجل من الذنوب، لكن يعرف من الأحاديث أجناس الكبائر، ويعرف أيضاً أكبر الكبائر.
فأما أصغر الصغائر، فلا سبيل إلى معرفته، وقد تكلم العلماء في عدد الكبائر، فروى عن ابن مسعود رضى الله عنه: وهي أربع:
وروى عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه قال: هي سبع.
وكان ابن عباس رضى الله عنهما إذا بلغه قول عمر: إنها سبع، قال: هي إلى سبعين أقرب منها إلى سبع.
وقال أبو صالح عن ابن عباس: هي ما أوجب الحد في الدنيا.
وعن ابن مسعود أن الكبائر من فاتحة النساء إلى قولة:{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ}[النساء: ٣١].
وقال سعيد بن جبير وغيره: هي كل ذنب أوعد الله عليه النار.
وقال أبو طالب المكي: الكبائر سبع عشرة جمعتها من جملة الأخبار. أربعة في القلب: الشرك، والإصرار على المعصية، والقنوط من رحمة الله، والأمن من مكر الله تعالى.