للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المُعتل اللَّامِ وذلك لأنَّ الفعلَ إمَّا مكسورُ العينِ أو مفتوحٌ، ولو لم تُفتح لما اقتَصَرَ المفعل على القسمين.

قالَ جارُ اللَّهِ: "وذكرَ الفَرَّاء أنَّه قد جاءَ مأوى الإِبل بالكسرِ".

قالَ المُشَرِّحُ: ابنُ السِّكِّيتِ (١): ليس في ذَواتِ الأَربع مفعِل بكسر العين إلا حرفان مأَقِي العين، ومأوِي الإِبل. قال الفراء: سمعتها بالكسرِ والكلامُ كلُّه مفعَل بالفتح نحو: رميته مَرمَى، ودعوته مَدْعَى، وغزوته مَغْزَى، وفي (الصحاح) (٢) يقال: تَنَحَّ عن مَدِبِّ السَّيل ومَدَبِّهِ، فالاسمُ مكسورٌ والمصدرُ مفتوحٌ، وكذلك المَصْدَرُ من كلِّ ما كان على فعل يفعل، وإنما كسرت مأوي الإِبل لكسرتي الإِبل وهذا يُشبه الإِمالة، لكسر ما قبلَ الألفِ، وكذلك كسرةُ القافِ من مَأقِي للياء في العَين.

قالَ جارُ اللَّهِ: " (فصلٌ): وقد يَدْخُلُ على بعضِها تاء التَّأنِيْثِ كالمَزِلّةِ والمَظِنَّةِ، والمَقْبَرَةِ، والمَشْرَفَةِ، وموقِعَةِ الطَّائِرِ. وأمَّا ما جاءَ على مَفْعُلَةٌ -بالضم- كالمَقْبُرةِ والمَشْرُفَةِ والمَسْرُبَةِ، فأسماءٌ غَيْرُ مَذْهوبٍ بها مَذْهَبَ الفَعْلِ".

قالَ المُشَرِّحُ: مفعُلةٌ مضمومةٌ مفردةٌ، وأمَّا مفعل بدون التاء فلم تجئ في الآحاد، وما جاءَ في الشّعِر من مفعل من مفعول ومكرم قاله الشيخ أبو علي الفارسي وذلك قوله (٣):

أَبْلِغِ النُّعْمَانَ عَنِّي مَأْلَكًا … أنَّه قد طالَ حَبْسِي وانْتِظَارِي


(١) كتاب ليس لابن خالوية: ١٠٨.
(٢) الصحاح: ١/ ٢٤١ (دبب).
(٣) البيت لعدي بن زيد العبادي في ديوانه: ٩٣.
وهو من شواهد معاني القرآن للزَّجاج: ١/ ٨٠، والمُحتسب: ١/ ١٤٤، ٣٣٥، والمُنصف: ١/ ٣٠٩، والخِزانة: ٣/ ٥٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>