للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللهِ: "ويجيئان معرفتين معًا ونكرتين معًا (١) والخبر مفردًا وجملة بتقاسيمها".

قالَ المُشَرِّحُ: محصول هذا الفصل أنَّ المبتدأ والخبر إما أن يكونا معرفتين وإما أن يكونا نكرتين، فبعد ذلك إمَّا أن يكون المبتدأ هو المعرفة والخبرُ النكرة وإما العكس، مثال ذلك كان زيدٌ المُنْطَلِق، كان رجلٌ ظريفٌ منطلقًا، كان زيدٌ منطلقًا، كان مِزَاجَها عسلٌ وماءٌ.

قالَ جارُ اللهِ: " (فصلٌ): و "كان" على أربعةِ أوجهٍ: ناقصة كما ذكرنا، وتامة بمعنى وقع ووجد كقولهم: كانت الكائنة والمقدور كائن، وقوله تعالى (١): {كُنْ فَيَكُونُ}.

وزائدة في قولهم: إن من أفضلهم -كان- زيدًا، وقال (٢):

جِيَاذْ بَنِي أَبي بكرٍ تَسَامَى … عَلَى كانَ المُسَوَّمَة العِرَابِ

ومن كلام العرب: وَلَدَتْ فاطمةُ بنت الخرشب الكملةَ من بني عبس لم يوجد -كانَ- مثلُهم، والتي فيها ضمير الشأن".

قالَ المُشَرِّحُ: مثال التي فيها ضميرُ الشَّأنِ قولهم: كان أنت خير من زيد، وهي على حسب مذهبهم في الأصل الناقصة. والمعنى كان الأمر والشأن أنت خير من زيد.

وعندي: أن "كان" ها هُنا هي التَّامة والجُملة بعدها محكيةٌ والمعنى وقع (٣) هذه الوَقعة وهي أنتَ خيرٌ من زيدٍ.


(١) سورة النَّحل: آية: ٤٠.
(٢) توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٤٩، والمنخل: ١٥٩، وشرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ٩٨، ١٠٠، وشرحها للأندلسي: ٤/ ٨٥، وهو من شواهد الأزهية: ١٩٧، وأسرار العربية: ١٣٦.
(٣) في (ب): "وقع في هذه … ".

<<  <  ج: ص:  >  >>