للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو السير في البلد القفر.

قالَ جارُ اللهِ: "وقد يجيء محذوفًا منها حرف النفي. قالت امرأة سالمُ بن قُحْفَان:

* تَزَالُ حِبَالٌ مُبْرَمَاتٌ أُعِدُّهَا *

وقالَ امرؤ القيس:

* فَقُلْتُ أَمَا -والله- أَبْرَحُ قاعِدًا *

وقال:

تَنْفَكُّ تَسْمَعُ ما بقِيْـ … ـتَ بِهَالِكٍ حتَّى تكُوْنَه

وفي التنزيل (١): {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا}.

قالَ المُشَرِّحُ: قُحْفَانُ: بضم القاف وسكون الحاء المهملة تَمَامُهُ (٢):

* لَهَا مَا مَشَى يَوْمًا عَلَى خُفِّةِ جَمَلْ *


(١) سورة يوسف: آية: ٨٥.
(٢) البيت لليلى زوجة سالم بن قحفان العنبري التميمي
قال ابن المستوفي في إثبات المحصل: ١٥٤: "وقبل قولها:
تَزَالٌ حِبَالٌ مُبْرَمَاتٌ أُعِدها … لها ما مشى يَوْمًا على خُفّة جَمَلْ
وتقسم ليلى يا ابن قحفان بالذي … تكفَّلَ بالأرزاقِ في السُّهلِ والجَبَلْ
وبعده:
فأعطِ ولا تبخَل لمن جاءَ طالِبًا … فَعِنْدِي لَهَا عَقْلُ وقد زَاحت العِلَلْ
كذا قرأته على شيخَنا أبي الحرم مكي بن ريان -رحمه الله- (على خفة جمل) بغير ألف ولام وهو أولى.
وكان من حديثها أن أخاها أتى زوجها سالمًا فأعطاه بعيرًا من إبله، وقال لامرأته هاتي حبلًا يقرن به ما أعطيناه إلى بعيره ثم أعطاه بعيرًا آخر ثم أعطاه ثالثًا فقال: هاتي حبلًا فقالت ما بقي عندي حبل فقال لها: "على الجمال وعليك الحبال". ثم قال:
لا تَعْذِلِيْني في العَطَاءِ ويَسِّري … لِكُلِّ بَعِيْرٍ جَاءَ طالِبُهُ حَبْلا =

<<  <  ج: ص:  >  >>